مقالات

محمد سلام يكتب: دراما رمضان بين تجسيد الواقع ..ونشر السلبيات

تلعب الدراما دورا كبيرا في تشكيل جزء كبير من عقلية المشاهدين وخاصة الأطفال والمراهقين فبمجرد انتهاء الدراما الرمضانية نجد الأفيهات والتعبيرات والمشاهد الموجودة بالمسلسلات تنتشر بسرعة كبيرة ليس فقط ذلك بل نجد أسماء المطاعم التي ترتبط بالمسلسلات فربما نجد مطاعم تحمل أسماء كالعتالة وحق عرب والحشاشين والمعلم وغيرها في شتى أنحاء مصر ونجد أيضا انتشارا للعديد من السلبيات والتي كانت تمثل الجزء الأكبر من المسلسلات وعلى الرغم من الدراما الرمضانية هذا العام في رأي أنها لم تأت بجديد فكل ما قدم هو إعادة لما يقدم كل عام ربما بأسلوب مختلف
ففي مسلسل العتاولة للمخرج أحمد خالد موسى وبطولة أحمد السقا، وباسم سمرة، وزينة، وطارق لطفي، وهو دراما شعبية لفكرة مكررة وهي تجارة الآثار والتي نراها في كل رمضان وربما راهن المخرج علي نجاح المسلسل باعتماده علي التوليفة الشعبية وجماهيرية أبطاله السقا وطارق لطفي وباسم سمرة بأدائه المتجدد الرائع الذي يحبه المشاهد أن ورغم نجاح المسلسل والأداء المتميز لكل أبطاله سواء الأبطال الرئيسين أو الثانويين ونجاح فكرة استغلاله لجمال وروعه المكان الإسكندرية عروس البحر المتوسط والتي مثلت عنصرا جاذبا بشكل كبير للمشاهد إلا أن العمل لما يكون إلا فكرة تجارية مكررة للبلطجة والسرقة والقوة والنفوذ
أما مصطفى شعبان في المعلم يقدم المخرج مرقس عادل والمؤلف محمد الشواف فكرة مكررة لموضوع يقدم كل رمضان وهو تجارة المخدرات وهو فكرة مقتبسة من فيلم شادر السمك لأحمد زكي ونبيلة عبيد في إطار الدراما الاجتماعية تعرض لنا بشكل تقليدي للصراع بين الخير والشر حيث يعيش تاجر السمك (المعلم)، وسط أسرته حياة هادئة بسيطة، حتى يسجن والده بسبب قضية مخدرات؛ فيجد نفسه وسط صراعات مريرة لتجار السوق الكبار، وعليه التصدي لهم
ورغم الأداء المتميز للعديد من أبطال المسلسل كهاجر أحمد وسهر الصايغ وقدرتها الفائقة على تجسيد دورها بشكل رائع ومتميز وانتصار والتي تتفوق دوما في كل دور جديد على نفسها أيضا منزر ريحانه واحمد بدير الا ان الفكرة لم تقدم جديدا ولم ينتظر المشاهد طويلا لمعرفة نهاية الاحداث
مسلسل أعلى نسبة مشاهدة والذي حقق نجاحا كبيرا رغم عدم اعتماده علي نجوم الصف الأول واعتماده علي وجوة كسلمي أبي ضيف وليلي زاهر وقد ساعدت الفكرة التي تناولتها المخرجة ياسمين أحمد كامل وهي تناول مشكلة انتشرت في الاحياء الشعبية وهي الي أي مدي يؤد فقر الحال وزيادة الأعباء الاجتماعية ونقص التوجيه الي الاتجاه الي سلبيات السوشيال ميديا بحثا عن الشهرة والمال وما يمكن ان يؤدي اليه ذلك من تفكك اسري وقد كان من عوامل نجاح المسلسل هو تناوله لواقع حي نعاني منه ويصعب علينا مواجهته بنفس قوته التي أدت لشلالات من الفيديوهات البذيئة والسلبيات تطل علينا -ليل نهار.
أما مسلسل الحشاشين لكريم عبد العزيز والذي يمثل الإنتاج الاضخم مصريا وعربيا ناله العديد من جوانب النقد من حيث مخالفته لبعض الحقائق التاريخية او من حيث استخدامه للغة العامة بدل من اللغة العربية الفصحى او البهرجة الذائدة في الديكور والملابس او رتابة الحوار في بعض المشاهد الا ان المسلسل كان مادة دسمة للجدل والنقد ربما لأن هذه الحقبة لم يتطرق لها الكثير من قبل وربما لأن الموضوع يتناول اسقاطات سياسية كما يري البعض ورغم كل ماثير حوله إلا انه عمل يستحق المشاهدة
أما فيما يخص الجانب الكوميدي فقد تميز مسلسل أشغال شقه لهشام ماجد وأسماء جلال والرائع مصطفى غريب بتقديم كوميديا غير مبتذلة رائعة بشكل بسيط وسيناريو هادف لفكرة جديدة لطبيب شرعي وزوجته يبحثان عن مربيه لطفلتهما في إطار كوميدي لذيذ يبحث لحل للمشكلات التي يتعرض لها الزوجان خاصه في بداية حياتهم وقد ساعد علي نجاح المسلسل وجود العديد من ضيوف الشرف كأنعام سالوسه ومي كساب وانتصار ورحمه احمد وايمان السيد
أما الكبير آوي وقد اعتدت على متابعته لم يكن بالشكل الجيد هذا العام حيث اعتمد بشكل كبير على ايفيهات مكررة ولم يقدم جديدا هذا العام إضافة الي مبالغة الممثلة رحمه احمد والتي قد تفقد بريقها بهذا الأسلوب المبالغ فيه في الأداء واعتقد ان المسلسل يجب ان يتوقف عند هذا الحد وعلى الرغم من اعتماده على بعض ضيوف الشرف واللذين عادة ما كانوا يضيفوا جديدا للأحداث الا أن هذا العام لم يقدم المسلسل جديدا وإنما ما يقدم ما هو إلا تحايل علي احداث مكررة بأعوام سابقة
إنتظرونا في قرائه نقديه لأعمال للدراما الرمضانية وهل تري انها فعلا تجسيد للواقع ام نشر للسلبيات؟

اعلان اسفل محتوى المقال

admin

الصحافة والإعلام..موقع عربي متخصص فى الثقافة والفنون والرياضة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock