مقالات

محمد سلام يكتب: حتى أنت يابروتس ..إذا فليمت قيصر!

عندما أصابت الرصاصة قلبي لم أمت، لكني مت لما رأيت مطلقها، كانت هذه الكلمات للشاعر الكبير جبران خليل جبران، ويقابلها تلك العبارة الشهيرة التي قالها القيصر يوليوس قيصر في المسرحية الشهيرة يوليوس قيصر للأديب العالمي شكسبير “حتى أنت يابروتس!

ففي حياة كل منا أناس نركن إليهم وترتاح نفوسنا معهم نقضي معهم أجمل الأوقات نمنحهم لفظا كبيرا لا نمنحه الا لمن أحببناهم ألا وهو صديق منذ ان ولدنا ونحن نتعلم أن الصداقة هي الحب والاحترام والثقة والوفاء تعلمنا ان الصداقة هي روح واحده في جسدين لكن عندما يصحو الانسان على طعنه غادره أو خيانة لكل ذلك تذهب كل تلك المعاني وتتبدل حياتنا

قتل يوليوس قيصر في آخر حياته غدرا بالرغم من كل ما أنجزه لشعبه وبلده، ولكن الطمع والجشع وحب السلطة والثروة قادوا المقربين منه للتخطيط لاغتياله، فحتى لا يُتهم شخص واحد بقتله اتفقوا على أن لكل واحد من قاتليه طعنة يجب أن يطعنه إياها فيتفرق دمه طعنوه ثلاث وعشرون طعنه كانت كافيه لقتله لكنه ظل واقفا يقاوم حتي جاء صديق عمره والذي كان يعتبره ابنا له “بروتس” الذي منحه الكثير من المناصب والأوسمة كان بروتس مقرب جدا للقيصر وقد كان رجلا كريم الخلق سمحا يحبه الجميع، لكن برغم حبه ليوليوس كان حبه لبلاده لا يقدر، وهو ما لعب عليه كاسيوس، الرجل الذي قاد عملية الاغتيال

وبحسب المؤرخ اليوناني «بلوت ارخ» فإن بروتس وقف على جثة يوليوس وقال: «لم أقتله لأنى أحبه قليلا ولكن حبى لروما أكثر كثيرا قتل من ساهم في بناء وطنه ومن صنع بهجته قتل
بحجة حب الوطن، وباسمه وتحت رايته ، وكانت كلمة قيصر الأخيرة «إذن فليمت قيصر» كلمات في قمة السخرية من قاتليه ، وبنفس الوقت قمة في التضحية والتفاني.

وكان لسان حاله يقول إن كان هذا في سبيل الوطن فقد سامحت غدرك وخيانتك يا «بروتس»، وإن لم يكن زعمك صحيحا فلتعذب روحك في الجحيم، وإن كان الغدر بي فيه تقدم للوطن، فقد أمضيت عمرى كله في سبيل رفعته، فلن أبخل بروحي الآن عليه كلمه توارثتها الأجيال ليصبح بروتس رمزا للخيانة علي مر العصور لقد ظل قيصر واقفا رغم كل الطعنات التي اصابته ظل رافضا فكره الموت مقاوما ويالها من مفاجأة عندما راي صديق عمره بروتس قادما نعم انها لحظه الخلاص والوفاء لقد جاء الصديق الوفي ليدفع عني غدر كل هؤلاء نعم صديقي المقرب  واعتقد انه جاء ليدفع عنه هؤلاء الخونة وتلك الطعنات نظر اليه طالبا منه العون والمساعدة معتقدا ان صديق عمره لن يتوانى لحظه واحده عن الدفاع عنه لحظات يشعر بها الانسان عندما تضيق به الدنيا أو يتعرض لخطر ما أو ورطة فيكون أول ما يفكر فيه هو أصدقاءه للمساعدة .

تداعت الأفكار في عقل قيصر لكن بروتس فاجأه بطعنتة الغادرة ليسقط قيصر ميتا ولتكون طعنه بروتس هي القاضية ربما لأنها لم تكن كسائر الطعنات التي سبقت لأنها اصابت الروح لأنها كانت ردا علي الثقة بالخيانة طعنه للروح والمشاعر والآمال ثلاث وعشرون طعنه تلقاها قيصر لم ترده قتيلا لكن تلك الطعنه هي التي اسقطته قتيلا

*حافظوا علي أصدقاءكم كونوا عونا لهم ,تحملوهم ,ساندوهم لان ذلك يمكنهم من تحمل مصاعب الحياه وعقباتها .

اعلان اسفل محتوى المقال

admin

الصحافة والإعلام..موقع عربي متخصص فى الثقافة والفنون والرياضة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock