محمد سلام يكتب :أزواج وزوجات
وصلتني رسالة على بريدي الإلكتروني الخاص تعرض قصتها وتطلب ردي ورد القراء:
“تحديت العالم من أجله، لم يكن لديه شيء سوى أحلام شاب يحتاج إلى من يحققها له. ضحيت من أجله، منحته قلبي ووقتي ودعمي لسنوات، رغم معارضة أهلي المستمرة، وطلبي المستمر للمال دعمًا له. وبعد خمس سنوات، أفاجأ بزواجه من أخرى وخيانته لثقتي.
كنت معه منذ بداياته المتواضعة. كنت سندًا له في دراسته وعمله، وحتى حين تعثر ماديًا. ضحيت بأحلامي ليستقر هو. لكن مع أول فرصة نجح فيها تغيّر… بدأ يتغيب، ويتغير حديثه، إلى أن اكتشفت أنه قرر إطلاق الرصاص على علاقة زوجية ملؤها الود والرحمة والإيثار، وأيضًا طفلان صغيران. لقد عشت معه أجمل قصة حب بعد الزواج. كان الأهل والجيران والأصدقاء يحسدوننا، ولم يتوقعوا يومًا أن هذا سوف يحدث. لقد اكتشفت زواجه من أخرى سرًا. لم أقف لأندب حظي، فقد كانت لدي دائمًا خطة بديلة، خاصة بعد ملاحظتي للتغير الذي طرأ عليه. لن تقف الحياة هنا.
قال لي: يجب أن نبتعد عن بعضنا البعض لفترة لنفكر في علاقتنا، وكان يتوقع أن حبي له سيجعلني أتوسل البقاء. لم أنتظر طويلًا. خرجت لشراء حاويات جمعت فيها أغراضي بينما كان في عمله. عاد في المساء ليجد كل شيء معدًا للرحيل.
قلت له: أرغب في الذهاب لرؤية أهلي وربما أبقى هناك لفترة، من فضلك أرجو تحويل الأبناء من مدارسهم والحجز لي غدًا للسفر.
لم يعترض كثيرًا، أومأ برأسه وتركني وانصرف.
يجب أن أبدأ اليوم لا غدًا. عليّ أن أعيد اكتشاف ذاتي من جديد. لا يمكن أن أكون مجرد هامش في حياة زوجي. يجب أن أعمل، لدي طفلان وأم تحتاج إلى رعاية. عليّ أن أقبل التحدي. لقد حققت النجاح مع أبنائي رغم إهمال والدهم لهم وغيابه معظم الوقت عن المنزل وعدم اهتمامه باحتياجاتهم العلمية والنفسية. ومع ذلك فهم متميزون دراسيًا. عدت وأنا أفكر في الغد.
بدأت بالتخطيط للقيام بعمل يساعدني على تحمل أعباء الحياة، لأنني أعلم جيدًا إهماله وقصوره في التعامل من الناحية المادية. كانت أمي معينًا كبيرًا لي. واصلت الليل بالنهار من أجل لقمة العيش: أجهز الطعام للأبناء، أوصلهم لمدارسهم، ثم أذهب لعملي، وبعدها أعد الغداء وأتابع مذاكرتهم. كنت أعاني كثيرًا من الإجهاد والتعب، لكن رغبتي في النجاح كانت تدفعني للاستمرار. كان عليّ أن أمنحهم الحب والدعم الذي افتقدوه. كنت دومًا أؤمن أن الخذلان قد يكون هو الشرارة التي تشعل نجاحك.
نعم، حققت الكثير مما كنت أسعى إليه، لكن المشكلة التي لم أستطع التغلب عليها هي طلب الأبناء رؤية أبيهم باستمرار، رغم عدم سؤاله عنهم أو اهتمامه بهم أو متابعتهم. أحاول دومًا ملء ذلك الفراغ بإلحاقهم بالنوادي وإخراجهم للعب في أوقات الفراغ، لكن دون جدوى، فهم دائمًا يطالبونني بالعودة إلى الأب أو الذهاب إليه والبقاء معه.
هم ما زالوا صغارًا، وربما رؤيتهم لآباء زملائهم تجعلهم يطلبون ذلك دائمًا. أقول لهم إن أباهم يسأل عنهم ويرسل لهم المال، رغم أن ذلك لا يحدث، لأني لا أستطيع أن أحدثهم عن خذلان أبيهم وتركه لهم وعدم سؤاله عنهم. فماذا أفعل؟
رسالة من قارئة