مقالات

محمد سلام يكتب : حكايات من الغربة

الحياة رحلة قد تطول وقد تقصر وعبر هذه الرحلة تمر بنا العديد من المواقف والحكايات التي قد ترتبط بنا أو بغيرنا وفي الغربة لا حصانه لمشاعرنا حيث تصبح قلوبنا مرهفة رقيقيه تتسرب منها الحكايات لمن نحب أو لمن نقابلهم ونرتاح إليهم ومن هذه الحكايات قد نتعلم دروسا أو تؤثر فينا وحكاياتنا هي لأناس قابلناهم واستمعنا إليهم حكايات أمتزج فيها الحنين والالم

الحكاية الأولي :

فلتسقط الملوخية ولتبقي تعاليم أم احمد

اتصل بي أحد أصدقائي لأداء واجب العزاء في زوجه أحد اصدقاءنا. كان ذلك منذ عامين في وقت الكورونا

ثلاثون يوما كانت تلك الفترة التي عاشتها زوجتي في المستشفى تعاني من اعراض الكوروونا الشديدة وأبرزها نقص الاكسجين لقد فعلت المستحيل كي اسافر لأراها خشيه ان تتوفي دون ان أراها كانت كل امالي تتعلق أن يشفيها الله وأعود لأراها لقد رفضت مرارا ان تأتي معي حياتها مسخره لتربيه وتعليم الأبناء توأم الأولاد وأبن وأبنتي ذات الثانية عشره من عمرها

ماتت أم أحمد ومات معها كل شيء انظروا الي هذا الحاسوب الموضوع هناك هو مفتوح دائما طوال اليوم على برنامج السكاي بي أحادثها في كل الأوقات عقب عودتنا من العمل اراها وتحدثني من المطبخ والصالة والبلكونة من كل مكان في البيت اجلس معهم اثناء تناولهم الطعام وكأني معهم

ماتت أم احمد وقد تحملت مسئوليه أكثر من عشرين عاما هي فتره غربتي وخلال هذه السنوات كانت أجمل لحظات السعادة هي تلك التي جمعتني بها لم أكن املك القدرة الكافية على تجاوز العديد من الصعاب والمشكلات الا بوجودها بجواري كنت دائما اشعر أنى اكثر الناس حظا لان الله منحني هذه السيدة المخلصة الوفيه الصبورة التي كانت ابتسامتها هي مصدر الطمأنينة لي كانت نعم الزوجة والاخت والام والصديقة التي لا تمل من الحديث اليها كتله من المشاعر الصادقة التي كانت تدفعني للعمل والاستمرار

بعد حوالي عشرين يوما مات أبو صديقنا واستطاع ان يسافر هذه المرة واثناء وجوده هناك حاول ان يحرك قطعه من الأثاث رفض الابن الأوسط ومنع، ابيه أن يغير شيئا فعلته الام او أن ينقل شيء من مكان وضعته الأم

لقد رفض الأبناء الانتقال الي شقتهم الجديدة التي كإنو يستعدون للانتقال اليها هذا الصيف

وعلي الغداء سألت ابنتي والتي علمتها زوجتي الطبخ منذ الصغر ماذا تود ان أجهز لك على الغداء فطلبت منها ان تطبخ لنا ملوخية ابتسمت ابنتي وعلى الغداء نظرت علي المائدة لأجد طبقا من البامية وليس الملوخية وعندما سألت ابنتي انا قلت ملوخية مش بامية ابتسمت ابنتي وقالت في كل مره كنت تطلب من أمي ملوخية وكانت تعلم انها تسبب لك تعبا في المعدة بعد اكلها فكانت تبتسم وتصنع لك البامية

ابتسمت وقلت فلتسقط الملوخية وتحيا تعاليم أم أحمد

  الحكاية الثانية:

خمسه عشر يوما أجوب المحلات بحثا عن تلك العربة الصغيرة التي تقفز هنا وهناك وتصعد الحوائط نعم وجدتها سيفرح أبني ذو العاشرة كثيرا لقد طلبها نعم سيفرح كثيرا فقد اشتريت له ذلك البنطال والتي شيرت لفريقه المحبب ريال مدريد أيضا اشتريت له تلك الحلوى التي شاهد اعلاناتها في التلفاز والنوتيلا واليوم قبل السفر بيومين سأعرض له كل شيء عبر الموبيل وأساله إن كان يريد شيئا اخر أشتاق اليه عام مضي دون أن اراه كان أول فرحتي سيسعد كثير لقدومي بالتأكيد ينتظر قدومي بشده .

كانت تلك بعض من كلمات صديقنا الذي انضم لنا الينا لأول مره على ذلك المقهى الذي اعتدت الذهاب اليه انا وصديقي أبو احمد قالها، ثم ضحك، ثم أضجع على كرسيه الي الوراء تنهد وقف ثم عاود الجلوس وهو يصرخ ملعون أبوكي ياغربه غيرتي الأحباب

ابني يطلب مني أن أبقي وأن أرسل لهم ثمن التذكرة أحنا يابابا بنشوفك كل يوم على التليفون وجدي يشتري لينا كل حاجه هتيجي ليه ابعت لينا الفلوس والهداية وخليك عشان انت تزعق كثير وترفض أني العب في الشارع بصراحة أنا محبش أنك تجي ثم جاءت الام لتصرخ في الابن كيف لك ان تقول هذا الكلام لأبيك لكنه ترك التليفون ومضي ليكمل مشاهده التلفاز.

هل أاستمع لكلمات أبني وأبقي أم أن اقبل تبريرات زوجتي بأنه لازال طفلا لا يدرك معني الأبوة هل يمكن أن يقسوا الأبناء على الأباء رغم علمهم بأن الغربة من أجلهم ومن أجل مستقبلهم هل يمكن ان تقسو قلوب الأبناء على الإباء ويصبح الإباء مجرد مصدر للمال وتختفي المشاعر والأحاسيس

      سؤال للنقاش ——؟
         انتظروووونا وحكايات من الغربة
اعلان اسفل محتوى المقال

admin

الصحافة والإعلام..موقع عربي متخصص فى الثقافة والفنون والرياضة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock