مقالات

محمد سلام يكتب : حكايات الغربة الموجعة..تذكرتي رايح جاي .!

عشرون عاما أو يزيد هي ماقضيته في الغربة، عشرون عاما أو يزيد تحملت ما لايتحمله بشر من أجل زوجتي وأولادي ثم دق جرس الموبايل لأسمع رسالة شكر لم أكن أبدا انتظرها رسالة شكر مسموعة يعقبها شكرا علي المدة التي قضيتها معنا نتمنى لك حياة موفقة ليس أماميا اختياري لذلك هدأت نفسي وقلت كفي سأعود إلى بلدي وسيسعد بي أبنائي وزوجتي. عدت إلى المنزل اجمع بقايا لأشياء سكنت بداخلي بدأت أفحص كل ركن في تلك الشقة الصغيرة والتي تحملتني تداخلت المشاعر بداخلي ما بين حزن على فراق الأصحاب والأماكن وما بين فرحه تمتزج بالخوف من العودة إلى بلادي ورد الفعل هل ستفرح زوجتي لبقائي معها وهل سيفرح ابني وبنتي لعودتي نعما سيفرحون لوجودي ليس هناك من شك في ذلك كيف تناقش مثل هذه الأمور عشرين عاما وأنا أتعب واجتهد اعمل صباحا وأحيانا مساءً لأشتري لهم ما يريدون

نعم سيفرحون، خرجت أودع الشوارع والأماكن التي اعتدى الذهاب إليها أكلم أصدقائي لأبلغهم بأني مسافر بلا عودة

أحاول تصوير الأماكن بل كل شيء نعم سأشتاق لبلد أصبحت كبلادي ،سأشتاق لأصدقاء غمروني بالحب ،سأشتاق للأماكن لبائع الماء وبائع الخبز وبائع الخضروات والفاكهة حتي ذلك الشخص الذي اعتاد ان يغسل سيارتي لاعوام، ساشتاق لطلابي ومدرستي ولزملائي.

لكني سأجد عوضا في فرحة زوجتي وأابنائي وأهلي كان يجب أن أقنع نفسي بذلك حتي أتحمل قسوه ترك كل هذه الأشياء، لن أبلغ أولادي وزوجتي سأتركهم يعلمون عند وصولي حتي تكون مفاجأه سارة لهم نعم سأترك موعدا وصولي مفاجأه لهم، خرجت لشراء الهدايا والحلوي كل ماكانت تحبه زوجتي وأولادي، رحت أجوب المجمعات ومحالّ الملابس والحلوي، اتصل أبناءي لطلب بعض الأشياء سألوني عن موعد سفري لكنني لم اجيب ليس بعد ربما بعد أسبوع أو اكثر، وفي اليوم التالي حزمت حقائبي استعدادا للسفر. ركبت الطائرة وأنا أتخيل فرحة زوجتي وأبنائي أكيد هيطيروا من الفرحة خاصة عندما يعلمون أن الأب الذي حرموا من وجوده عشرين عاما سيبقي معهم ويقضي معظم الأوقات معهم.

زوجتي والتي كتبت لها الشقة التي تعلو شقتي باسمها وجهزتها لابني عندما يكبرعدت لأجد الشقة يسكنها أهلها وينعمون بكل مأشتريته من مالي عدت لأجد نفسي كالضيف الثقيل ،عدت لأجد معاملة مختلفة تماما عما اعتدت عليه،لماذا لا تبحث لك عن عمل، أنت فاكر اأني الفلوس اللي كنت بتبعتها باق منها شيء لا طبعا لازم تشوفا لك شغل قعدتك في البيت تتعبك وتتعبنا معارك،الأولاد تعودوا علي حاجات كثير مش تعجبك ولا ترضي عنها،لازم تشتغل واهو تغيير بالنسبة لك، حتي الأولاد لم يعد الإبن يستمع لي وهو طوال الوقت خارج المنزل ،وكذلك البنت ،كل يوم مع صديقاتها الأوامر تصدر من الأم وكأني غير موجود ،عشرون عاما أو يزيد كانت كفيلة بأن تغير زوجتي وأولادي، وحتي هولاء اللذين كنت أزعم أنهم أصدقاء..ماذا عساي أن أفعل ياصديقي أستسلم للواقع وأعيش كالضيف غير المرغوب فيه أم أبحث عن عمل مرة أخري وتصبح تذكرتي رايح جاي كي أصبح شخصا مرغوبا فيه ام اتقبل هذا الوضع السيء وأكمل حيآتي مع زوجه وأولاد أصبحوا غرباء بالنسبة لي.

ننتظر مشاركتكم واراءكم هل أخطأ الأب ام أن طبيعة المجتمع والتغيير هم المسؤلين عن ذلك؟!

اعلان اسفل محتوى المقال

admin

الصحافة والإعلام..موقع عربي متخصص فى الثقافة والفنون والرياضة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock