منوعاتمهرجان

90 شاشة عرض حول العالم تضيء من أجل فلسطين

سيد محمود

بسبب العدوان الغاشم على فلسطين  فقد أُلغيت عروض الدّورة العاشرة من مهرجان أيّام فلسطين السّينمائيّة التي كان من المقرّر إقامتها بين 24 أكتوبر و2 نوفمبر في خمس مدن فلسطينيّة في غزّة والضّفة الغربيّة، بسبب العنف الأعمى الذي يمارسه الاحتلال الاسرائيليّ بحقّ المدنيّين الفلسطينيّين في غزّة تحديدًا، كما في كامل أنحاء فلسطين المحتلّة. تحت راية “أيّام بيروت السّينمائيّة” ولكي نفتح قلوبنا لتجارب الفلسطينيّين المعيوشة، لرواياتهم وتاريخهم، لحياتهم وأحلامهم المهشّمة، يُنظَّم أكثر من 90 عرضًا مجّانيًّا لأفلام فلسطينيّة في مدن ومساحات تنتشر على امتداد العالم، يوم الثاني من نوفمبر 2023.

في سياق الحرب الإسرائيليّة الانتقاميّة على قطاع غزّة وسائر فلسطين، تقوم وسائل إعلام عالميّة كبرى وشبكات اجتماعيّة وقادة من العالم إمّا بتشويه السّرديّة الفلسطينيّة وسياقها التّاريخيّ وإمّا بحجبهما عن الجمهور. يستهدف الجيش الاسرائيليّ تلك القلّة من الصّحفيّين الذين يغطّون الأحداث مباشرة من الأرض ويقتلهم. يُجرَّد المدنيّون الفلسطينيّون من إنسانيّتهم ويُحمَّلون مسؤوليّة آلامهم وتوضع حياتهم، كما موتهم، في مرتبة أدنى من حياة المدنيّين الإسرائيليّين. لذلك كلّه، فإنّ من واجب “فيلم لاب فلسطين” أن يساهم في تظهير صورة الفلسطينيّين من خلال السّينما.

بالتّزامن مع ذكرى وعد بلفور، فإنّ تاريخ إقامة العروض في الثاني من تشرين الثاني، يمنح الأصوات الفلسطينيّة الممنوعة منصّة للتّعبير عن نفسها ووسيلة لمواجهة الحرب الدّعائيّة وتزوير التّاريخ.

مجموعة مختارة من 8 أفلام من فلسطين وعنها

اقترح “فيلم لاب فلسطين” على شركائه (من جمعيّات ثقافيّة ومساحات مجتمعيّة محلّيّة وصالات سينمائيّة وناشطين) 8 أفلام وثائقيّة وروائيّة تتناول مواضيع مختلفة من فلسطين والحياة تحت الاحتلال، منها:

قضيّة الأسرى الفلسطينيّين لدى الاحتلال الإسرائيليّ من خلال فيلم “اصطياد أشباح” لرائد أنضوني وهو نفسه ضحيّة سجون الاحتلال وناجٍ منها. حياة وشهادات وقصص 12 امرأة فلسطينيّة في فيلم “خيوط السّرد” لكارول منصور.القصّة الحقيقيّة لشباب يمارسون رياضة ركوب الأمواج في فيلم “نادي غزّة لركوب الأمواج” لمخرجَيه ميكي يمين وفيليب جنات.القصّة الحقيقيّة لصديقين يمارسان الرّياضة البهلوانيّة في غزّة، في فيلم “قفزة أخرى” لإيمانويل جيروسا.إعادة تمثيل لمجزرة ارتكبتها قوّات الاحتلال بحقّ عائلة فلسطينيّة خلال نكبة العام 1948، في فيلم “فرحة” لدارين سلّام.تدمير جيش الاحتلال الإسرائيليّ لمدينة النّاصرة عام 1948، كما يصوّره فيلم إيليا سليمان الرّوائي “الزّمن الباقي”.تجارب عائلة تعيش في مخيّم لاجئين في غزّة في ظلّ حظر تجوّل تفرضه قوّات الاحتلال، في الفيلم الرّوائي “حتّى إشعار آخر” لرشيد مشهراوي.قصّة حبّ بين صبيّ وفتاة لم يبلغا سنّ المراهقة ويعيشان حصارًا في غزّة، في فيلم “حكاية الجواهر الثلاث” لميشال خليفة.

الاستجابة التي تلقّاها برنامج العروض من أميركا الجنوبيّة إلى أوروبّا مرورًا بالمنطقة العربيّة، عارمة. بينما يجري حاليًّا إضافة المزيد من العروض يوميًّا، فإنّنا نتوقّع أن يصل عددها إلى ما يقارب المئة عرض. هذا تضامن واضح ومذهل مع فلسطين وصرخة لوقف التّطهير العرقي والمجزرة التي لم تتوقّف يومًا بحقّ الشّعب الفلسطيني.

تمنحنا العروض الفرصة لنجتمع، لنعبّر عن تضامننا مع الشّعب الفلسطيني، لنعيد التّعرّف نحن وأحبّاؤنا على المعاناة الفلسطينيّة، لنرثيَ من فقدنا من شعبنا ولنطالب بوقف التّطهير العرقيّ

تأسس فيلم لاب: فلسطينفي العام 2014 بفلسطين. استلهمت فكرة فيلم لاب من تجربة شخصيّة لمؤسّسيه في مخيّمات اللجوء الفلسطينيّة في الأردن، وأتت لتمكّن الشّباب الفلسطيني من سرد قصصه، وتوثيق ذاكرته الجمعيّة عبر فنّ صناعة الأفلام. بناءً على هذه الخبرة، يهدف “فيلم لاب فلسطين” إلى تنمية الثّقافة السّينمائيّة في فلسطين ونشرها مع توفير الدّعم التّقنيّ والفنّيّ للأصوات السّينمائيّة الفلسطينيّة الصّاعدة. التزامًا منه بشعار “آن الأوان لنروي قصصنا”، يتوق “فيلم لاب” إلى دعم أحد أقوى وسائل التّعبير عن الذات والسّرد والحفاظ على الذاكرة الجمعيّة، واضعًا اسم فلسطين على خريطة الصّناعة السّينمائيّة العالميّة.

 

 

اعلان اسفل محتوى المقال

admin

الصحافة والإعلام..موقع عربي متخصص فى الثقافة والفنون والرياضة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock