مقالات

محمد سلام يكتب: معلمي عذرا… أنا لا أحبك!

تلعب الذكريات دورا كبيرا في حياتنا سواء كانت تلك الذكريات جميلة تحلق بنا لعالم جميل نتذكر فيه أجمل اللحظات أو مؤلمة وعلى الرغم من أننا نملك العديد من الذكريات إلا أننا نجد أن بعضها هو الذي يفرض نفسه علينا بين حين وآخر ذكريات المكان والذي لا نشعر بقيمته إلا بعد أن نغادره أو ذكريات الزمان الذي يسرق منا أحيانا لحظات لا ننساها أو ذكريات لأشخاص أحببناهم وعشنا معهم أجمل اللحظات لكنهم فارقونا أو هناك من أبعدتنا ظروف الحياة وشغلتنا عنهم لكن تبقي لهم الذكرى الطيبة وتبقي أرواحنا متعلقة بهم
ومن بين هؤلاء المعلمين اللذين درسونا سواء تركوا فينا أثرا طيبا فنذكر لهم الطيب ونقتدي بهم أو هذان اللذان أساءوا لنا وتركوا فينا ذكريات مريرة لا تنسي.
منذ أيام جال بخاطري ذكرى سيئة لمعلم درسني منذ أربعين عاما كسرا بخاطري عندما كنت طالبا في الصف الثاني الإعدادي وقررت المدرسة لأول مرة أن تقيم حفلا للطلاب المتفوقين يحضره الطلاب وأولياء الأمور وتوزع فيه بعض الهدايا الرمزية وشهادات التقدير كنت رائدا للصف أقوم بتجميع الدرجات من المعلمين ورصدها وعمل الشهادات مع المعلم وتوزيعها
كانت تلك ربما واحدة من أجمل اللحظات التي كنت أنتظرها نعم سأكون أنا الأول على صفي وسيحضر والذي ويراني الجميع وسأجلس في الصفوف الأمامية وسأسلم علي مدير المدرسة وسيقوم المصورات بتصويري. أحلام كثيرة سبقت ذلك الحدث بمجرد الإعلان عن الحفل قبلها بأسبوع أبلغت كل أصدقائي وأقربائي وإخوتي كان أبي فرحا وكذلك كانت أمي
جاء الموعد السبت وبدأت المدرسة التجهيز منذ الصباح أعداد المقاعد وترتيب فقرات الحفل الذي بدا بأغنية طلع البدر علينا وقد كنت مشاركا فيها ونحن نحمل سعف النخيل ثم جلست أنتظر دوري في التكريم وللأسف لم يحضر أبي لارتباطه بمشاغل منعته من الحضور.
وبدأت اللحظات الحاسمة أنها المرة الأولى التي سأشعر فيها بتقدير المدرسة للمجتهدين وبدءوا بتكريم طلاب الصف الأول الإعدادي الأول من كل صف ثم جاء الدور على طلاب الصف الثاني دقائق وسأصعد لتسلم الشهادة ه يا لها من من فرحه وسعادة سيصفق لي الجميع وخاصة أختي الكبرى والتي تدرس معي في نفس المدرسة لقد طلبت منها ومن صديقاتها التصفيق الحاد ووعدتني بذلك
بدأت أستعد للوقوف أمامي يجلس صفين من أولياء الأمور سأحتاج إلى وقت للوصول لا سأقفز واركض حتى لاأتاخر دقات قلبي تتراقص أشعر برجفة في قدمي أخشى أن لا أ ستطيع الوقوف نعم! لا! سأقف وسأذهب لأتسلم شهادتي
جاء دوري أنا مستعد وقفت وتأهبت للمرور نادي المعلم الطالب الذي حصل على المركز الأول ك. م.
. ثمة خطأ ما كيف يمكن أن يحدث ذلك ربما سيكون أسمى قادما بعد ذلك أكيد لا بد من وجود خطا ما وسيعتذر المعلم على هذا الخطأ الطالب ليس الأول ودرجاته أقل بكثير من درجاتي نادي المعلم ولم يذكر اسمي
أعلم أنه تربطه علاقة بالمعلم فهو صديق لوالده والذي كان جالسا في الصفوف الأولى وخرج مع ابنه وتسلم الشهادة انها خيبة الأمل الذي جعلتني أحلم أن أكون في القمة التي استحقها والآن أشعر أنني في قاع الأرض.
لم أشعر في حياتي مثل هذا الشعور القاسي بأن تغتال أحلامك من معلمك لقد كانت خيبة الأمل الأولي لي وكم كانت موجعة لي ولأختي وأهلي وعندما سألت المعلم لماذا حدث ذلك لم يكترث بالأمر وكأن شيئا لم يحدث
معلمي فل-يرحمك الله- وليسامحك ولتكن كلماتي رسالة إلى كثير من المعلمين لاتغتالو الأحلام في نفوس طلابكم، بل ازرعوها واسقوها بالحب والاحترام لنبني جيلا واثقا منتجا لا تقللوا من شأنهم عاملوهم بلطف اعدلوا بينهم
أحبوهم أعزائي للمعاملة الطيبة أثر كبير في النفوس وللمعلم تأثير كبير في حياه طلابه.
اعلان اسفل محتوى المقال

admin

الصحافة والإعلام..موقع عربي متخصص فى الثقافة والفنون والرياضة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock