سيد محمود
يبقى عادل إمام النجم المحبوب عربيا ، فهو من نجح فى أن يصنع لنفسه قاعدة جماهيرية لم يسبقه فيها ممثل آخر ..بأعماله السينمائية والمسرحية ، والتليفزيونية .
فى عيد ميلاده ال83 أحتفلت به الأوساط العربية الفنية والإعلامية ، وظهر مع مدير أعماله فى صورة يؤكد فيها أنه بخير ، ويمارس حياته بشكل طبيعى .
فى عام 1979 كانت كل البيوت المصرية تقريبا تنتظر لحظة عرض مسلسل “أحلام الفتى الطائر” ،وكان جمهور النجم الكبير عادل إمام كعادتهم فى الأرياف يختارون إسم شخصيته فى العمل لتصبح هي بالنسبة لهم العنوان الرئيسى للمسلسل، فيسأل بعضهم البعض عن موعد مسلسل”إبراهيم الطاير” ، وفى العصاري بعد يوم عمل شاق أو بعد عودة التلاميذ والطلاب من المدارس والجامعات لا يوجد حديث سوى عن هروب إبراهيم الطاير من البوليس ، ولقاءه بالرجل الثرى حسين رأفت عمر الحريرى ، أو علاقته برجاء حسين “نعيمة” أو مواجهاته للرجل الشرير “رشوان” جميل راتب ومعه صديقه “حمامة” سعيد صالح .
قبل هذا التاريخ لم أكن شاهدت عادل إمام على الطبيعة ، ولم أتوقع أن نلتقي يوما حتى بدأنا العمل فى مهنة الصحافة ، وكان اللقاء الأول فى اثناء تصوير الفنان محمود عبد العزيز فيلم “سوق المتعة” فى عام 2000، وفى صحبة عمنا وحيد حامد وإلهام شاهين بأحد الفنادق المطلة على النيل جمعنا اللقاء الأول ، كنت فخورا بأن كلامه كان معي وكأننا نعرف بعضنا منذ سنوات ، برغم أن الجلسة بها نجوم كبار ، خرجت مبهورا بمعاملته لي ، حتى حدث ما دفعنى لأن أعيد قراءة مسيرته الفنية حيث كانت أزمة قد نشبت بين المؤلف نبيل فاروق وبين كاتب قصة فيلم ” رسالة غلى الوالي” سامر إسماعيل ، وكتب له السيناريو بسيوني عثمان ، لتشابه ما فى أحد خطوط قصة اليفلم وإحدى روايات الراحل نبيل فاروق .
تحدثت مع المخرج نادر جلال ،فطلب مني الحضور إلى أستديو مصر حيث يصور الزعيم عادل إمام مشاهد من اليفلم ، أصطحبت “عم عباس “مصور صحفي وصديق عزيز رحمه الله ،وذهبنا لنفاجأ بإستقبال وترحاب من الفنان القدير عادل إمام ويصطحبني لأشاد تصوير المشهد بأحد المخازن ، وينتهى التصوير ليؤكد على عودتي للقاء مرة أخرى .
هذه بعض ملامح لقاءات عادل إمام ليس بي أنا فقط بل بكل من يتعاملون معه من صحفيين وإعلاميين ومصوريين ، بل يكاد يعرف كل بإسمه ، يتذكر الأسماء والوشوش جيدا، ويكره النفاق ، يعرف من يجامل أكثر من اللازم، ومن يدعي أنه الأقرب إليه ، قالها كثيرا يجمعنى الود بالجميع ، وشاهدت ذلك فى لقاءات كثيرة حضرت فيها تصوير لأعماله ” المنسى” و”الإرهاب والكباب”و” عريس من جهة أمنية” وقبلهما”شمس الزناتي”.
هذه ليست مقدمة طويلة عن عادل إمام ، ولكنها مواقف يمكن من خلالها أن نتعرف على طريقته فى كيفية إكتساب من حوله ، لم يصدر منه تصريح ضد فنان آخر ، او صحفي ، بل لديه قناعه ومن حقه طبعا أنه نجم السينما الأول وأنه “الزعيم” التاريخ يقول ذلك وليس هو ، فى كل لقاء كان يجمعنى بالنجم الكبير صلاح السعدني لا يخلو من ذكر “ناظر مدرسة التمثيل فى مصر” ويقصد عادل إمام ، مؤكدا بأنه حفر فى الصخر كي يصبح “عادل إمام” العالم العربي كله تعلم فنون الضحك من مسرحيات وأفلام عادل إمام ..وهنا علينا أن نجيد فن التعامل والحديث عنه لأنه باعث البهجة ومؤسس منظمة الضحك المصرية !
