مقالات

محمد سلام يكتب: شهادات وفاة مكتوبة فوق الأجساد

الكيل طفح باللي أندبح أهلي يابني أدمين

وأهي طائلة نار كبار صغار بالغدر مش راحمين

هانت خلاص جاي الخلاص ياقدسنا

هانت والأرض راجعه بضربه واجعه فداك يا فلسطين

كل اما يأخذوا شهيد تلقي العدد بيزيد

طوابير أقصي لو تنادي هنيجي بالملايين

مهمن يزيد السيف معروفة بين الطيف

ومين صحاب الأرض دية وهي هتقول مين ”

نادي الأاب أبناءه وطلب منهم أن يصطفوا ليس للحصول على مصروفهم اليومي ولا لتوزيع قطع من الحلوى ولا حتى الأكل. طلب الأب من الأم أن تحضر له قلما جاءت الأم وفي يدها قلم غليظ أسود مكتوب عليه صنع في أمريكا أمسك الأب قلمه وطلب من الأبناء أن يرفعوا ملابسهم كي يكتب لهم شهادة وفاة مؤجله من ثلاث نسخ. نسخه على الاقدام ونسخه على البطن ونسخه على الأيدي شهادة وفاة مؤجلة خشيه عدم قدرة الوالدين على تحديد هوية أبناءهم وذلك بسبب تحول جثامين كثير من الشهداء إلى أشلاء ما يتسبب في تعذر التعرف عليهم في ظل استمرار العدوان والذي أدي الي دفن العديد من الأطفال في مقابر جماعيه بسبب عدم التعرف على الأطفال

أما ذلك الفلسطيني المجاور لا يملك حتى قلما قام بصنع أساور من قماش أزرق ولفها علي معاصم زوجته وبناته وأولاده كي يتعرف علي جثثهم في حال تعرضهم للقصف أو في حاله أن قتلوا كما قام بتوزيعهم في أنحاء غزه كي يحصل بعضهم علي فرصه للنجاة.

شهادة وفاه مؤجلة ربما للحظات أو لساعات أو أيام او حتى شهور مؤجلة حتى تعطي الصواريخ والقنابل والبنادق أذنا بالموت. كانت الأم تراقب المشهد ودموعها تنهمر فقد فقدت بالأمس القريب أخيها وأمها العجوز ومعظم جيرانها وتهدمت جدران المنازل والأحياء لتصبح ركاما تختلط فيه أشلاء الأطفال مع بقايا لأوراق مبعثره تحمل احلاما لم تتحقق وحقائب صارت تستخدم لحمل الأشلاء في مشهد تدمي له القلوب .

كان الأبناء يعرفون حق المعرفة لماذا يفعل الأب هكذا. يعرف الأبناء أن أبناء فلسطين لن يكبروا وأنهم سوف يموتون كما ذكر الطفل الجريح من غزة عندما حاول مراسل صحفي التخفيف عنه الامه يسأله ماذا تريد أن تفعل عندما تكبر فيجيب  الأطفال في غزة لا يكبرون يموتون صغاراً نعم ليس فقط يموتون صغارا، بل يموتون جماعات

ما بين أطفال يشكرون الإسعاف بعدما أصيبوا في غاره إسرائيلية شكرا ليكم يا اسعاف بنحبكم كتير وبين أم حبلي مكتوب علي  جثتها حامل في الشهر السابع ما بين أب انجب بعد عشرون عاما ثلاثة أطفال يودعهم وأم تزغرد فرحا بشهاده ابن لم يتزوج بعد ما بين طفله تصرخ انا خائفة علي ماما كتير يعموا انا زعلانه كتير انا خائفة علي “مامه وتيته” ومآبين فتاه تصرخ ليه يربي اخدت ماما مني ودوني ليها أنا عارفاها من شعرها ليشي يأرب ماخدتني معاها ماقدرش أعيش من غيرها موتوا أمي ماكتفوش موتوا ستي وموتوا سيدي وموتوا عمي وعمتي وأولادها وامي وأختي والأب يردد شهداء شهداء من يقنع تلك الطفلة يوما أن تصافح أو تهادن من يقنعها أن تنسي تلك الأحزان أو حتي مشهد تلك الأكفان من يصبح أبا لألاف الأطفال الأيتام بلا مأوي .

من يجلب امنا للأطفال الرجفين الباكين من يكفلهم من يقنع أم يوسف ذو الشعر الكيرلي الأبيضاني ان يوسف قد مات من يقنع طفلا يعاتب أمه علي تركها له وعندما نزل المطر فقال هذه دموع امي تريدني ولاتعرف الطريق  من يتحمل ان يشاهد تلك الطفلة شام من يعرف ——-؟ من يعرف ——–؟ فليبلغني كي أعرف

عزرا ياغزة  ..!!

 

 

اعلان اسفل محتوى المقال

admin

الصحافة والإعلام..موقع عربي متخصص فى الثقافة والفنون والرياضة

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock