مقالات

محمد سلام يكتب: هل يستجاب دعاء الأم؟

دعوه أمي (روح الله يفضحك قلبي وروحي غضبانين عليك)

منذ تسع سنوات وفي نهاية العام وكعادتنا أنا وصديقي… بينما نستعد للسفر لم ضحوكا كثير الكلام… جلس صامتا اتكأ إلى الوراء ووضع يديه خلف رأسه تنهد تنهيده عميقة نظر إلى السماء ثم عاد إلى جلسته الطبيعية أعلم أنه يريد أن يقول شيئا مختلفا انتظرت حتى يتحدث فاجئني قائلا هل يستجاب دعاء الأم يا صديقي هل يمكن أن تتحقق دعوه الأم كاملة وبالشكل الذي قالته أمي؟

سكت قليلا ثم تنهد مرة أخرى..نظرت إليه قلت له ما أعلمه أنه يؤكد الفقهاء أن دعاء الأم مستجاب، إلا في حالات نادرة منها: إذا وقع الدعاء ساعة غضب فإنه غير مستجاب -إن شاء الله-   لقوله سبحانه: وَلَوْ يُعَجِّل اَللَّه لِلنَّاسِ اَلشَّرّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ اَلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ “.

نعم تحققت دعوه أمي كما أرادت..ترفق بنفسك يا صديقي لا يمكن أن تكون قد فعلت ما يدفع أمك للدعاء عليك كثير من الأمهات تدعو لكن ذلك يكون من وراء القلب كما يقال لا توجد أم تتمني الضرر لأبنها حتى في ساعات الغضب

بلا! فعلت ما يستحق أكثر من ذلك ضربت أمي بالمركوب هو اصطلاح أخر لمعني الحذاء وأصطدم المركوب بوجه أمي كنا نتحدث أنا وأخي بصوت عالي كدنا أن نتشاجر وتوجهت باللوم لي وقالت أخوك الكبير صح وأنت مخطئ أعتذر لأخرك وخليل مؤدب مسعاه هذا في منزله أبوك يا و——- خ

في هذه اللحظة التي ستظل راسخة في ذاكرتي أمسكت بالمركوب وقذفته في وجهها ويا ليت يدي قطعت أو أصبحت عاجزه قبل أن أفعل ذلك نعم ضربت أمي

قلت أحقا ما تقول أهل تلك قصه من قصصك التي ترويها لي في كل مره أم هو ضرب من الخيال أن هذا لا يحدث في بلادنا ولم نسمع عنه في الصعيد خاصة

نعم أعلم أنك عصبي وقد تسبب ذلك في العديد من المشاكل لك يا صديقي لكن مع أمك وتصل الي حد الضرب لا لا أشعر أن ذلك نوع من الجنون لا أصدق ذلك كيف تجرؤا على فعل ذلك وكيف طاوعك قلبك لفعل ذلك

أرجوك أن تساعدني لقد دعت امي على قائله روح الله يفضحك لم أنعم بيوم واحد منذ قدومي إلي هنا حتى بعد زواجي كانت حياتي عباره عن سلسلة من المشاكل لم أشعر بالراحة أبدا ولم أهنأ ابدا بطعام أو شراب كانت حياتي عباره عن جحيم دائم لأاكاد أنتهي من مشكله حتي نظهر لي مشكله اخري

الأحلام تطاردني سأعود إلى بلدي وقد تحققت دعوه أمي أخشى ألا يمهلني أو يمهلها القدر لأن نتلقى سأقبل قدميها وأظل جالسا تحت قدميها حتى تغفر لي ذنبي هل تعتقد انها يمكن ان تسامحني يا صديقي؟ ..لقد توالت الفضائح منذ قدومي إلى هنا. نعم في المرة الأولى تم اتهامي بالاعتداء على أحد الطلاب في أول مدرسه أعمل بها هنا ولولا ستر الله وتدخلك ما بقيت هنا حتى اليوم..وفي المرة الثانية حدث نفس الشيء وما زالت القضية مستمرة بعد مشاكل كثيرة مع ولي الأمر وصلت للتشابك بالأيدي أمام المحكمة.

أما في هذه المرة والتي تم الاستغناء فيها عن خدماتي فأنا أخجل من أقول السبب لأن السبب هو نفسه ما دعته أمي هو الفضيحة ذاتها أقسم بالله أنى لم أفعل شيئا حتى يتم اتهامي بهذا الفعل مع أحد الطلاب كيف يمكن أن يحدث ذلك وأنا لا يشغلني سوي عملي وبيتي كيف يمكن أن يتم اتهامي بذلك؟ هل تعلم أنه لو علموا في بلدي لن أستطيع العيش يوما ما أنها حقا الفضيحة ذاتها فالموت ربما أفضل من أن يعلم الناس بهذه الفضيحة كيف لي أن اتهم بالتحرش بأحد الطلاب أنهم في بلدي لا يعرفون حتى ماذا يعني هذا اللفظ كيف أنظر في وجه أهلي وزوجتي

بماذا أجيب عندما يسألونني عن سبب عودتي المفاجئ إلى بلدي

أرجوك أخبرني ماذا أفعل وكيف يمكنني التصرف على أن أغادر بعد أيام وفي هذه المرة رغم صدور التذكرة ذهاب وعودة لأنها صدرت قبل قرار الاستغناء عني ولن أستطيع السفر لأنني ما زلت على ذمه القضية الأولى وأحتاج إلى ضامن وهذا لا يمكن أن يتوفر لأنها لا يمكن لا أحد أن يضمن شخص ما وهو يعلم أنه لن يعود لذا على البقاء هنا حتى الانتهاء من القضية والقضايا تحتاج لوقت للفصل فيها وربما تحتاج لأكثر من عام للفصل. وهنا توقف عن الحديث

صديقي علينا التفكير في مسالة سفرك أما موضوع القضية فيمكنني متابعتها كما يمكنني بيع الأغراض والتواصل مع ولي الأمر ربما استطعنا الوصول إلى حل.

عدنا ونحن نفكر في حل لهذه المشكلة وفي مساء اليوم التالي عاد ليخبرني أنه اتفق مع ضامن يضمنه وأنه تمت حل المشكلة لكنه يا للأسف أخبر الضامن أنه سيعود بعد قضاء الإجازة وأنه عائد لا محالة ولا يمكن أن يغامر بترك عمله من أجل قضية والذي ساعد الرجل على قبول أن يكون ضامنا هو أنه رأي التذاكر ذهاب وعودة وعطفا على زميلي عندما رأي رغبته الشديدة في رؤية أولاده.

سافر زميلي وأصر على النزول مباشرة إلى بيتهم القديم ليري أمه ويعتذر لها ويطلب منها الصفح عنه وقبول اعتذاره وقد كان فالأم ذات القلب الطيب احتضنته وراح في نوبة من البكاء الشديد مقدما كل كلمات الاعتذار لأمه.

أصرت الأم أن تعد له الطعام الذي كان يحبه وأخرج لها الهدايا التي أحضرها لها..كانت الأم في حيرة في البداية لأنها لم تعتاد منه ذلك لكنه حكي لامه كل ما حدث له ثم عاد إلى بيته وزوجته وأولاده وقرر أن يغير من أسلوب معاملته خاصة مع زوجته والتي سبب لها كثير من المتاعب بسبب سوء معاملته

عاد زميلي إلى عمله وقمت أنا ببيع أغراضه ودفع باقي تكاليف المحامي وفي العام التالي تم الحكم عليه بغرامه تعويضيه قدرها ألفين دينار أرسل المال لي وقمت بتوصيله إلى الضامن الذي قام بدفعه وانتهت القضية ليبدأ زميلي حياه جديدة سعيدة مباركة بدعوات الأم ورضاء الزوجة

اتقوا الله أحبائي في الوالدين، ولا سيما إذا بلغا من الكبر والسنّ ما بلغا، ووهن العظم منهما واشتعل الرأس شيبًا، اتقوا الله فوالديك يسهرا لتنام ويبكيا لتضحك يتحملون الصعاب في سبيل تحقيق راحتك لا يوجد من يحبك في هذه الدنيا أكثر من والديك ولا يوجد من يتمنى لك أن تصبح أحسن منه إلا والديك إذا تقدم بهما العمر فهم يحتاجوا إلى بر يصحبه سعة صدر منك ورحمه ومعاملة خاصة وعلي الأبناء أن يربوا انفسهم ويروضوها علي طريقه التعامل مع الوالدين كبار السن

ولذا خص النبي -صلى الله عليه وسلم-    برهما في مرحلة الكبر بالذكر وأنه سبب لدخول الجنة روى مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم-    قال: «رغم أنفُ، ثم رغم أنفُ، ثم رغم أنف» قيل من يا رسول الله؟ قال: «من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة

المحرق- البحرين 2014-2016

اعلان اسفل محتوى المقال

admin

الصحافة والإعلام..موقع عربي متخصص فى الثقافة والفنون والرياضة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock