“رمضان..رحلة ثلاثين يوما”..إبحار روحاني لماريان روثمان

لبنى ياسين
صدر حديثًا للناشطة السويدية “ماريان روثمان” عن دار “Universal Ghostwriters and Publisher “، كتابها الثاني، وهو باللغة الإنجليزية بعنوان “رمضان: رحلة ثلاثين يومًا”، والذي يستعرض تجربة الكاتبة الشخصية خلال شهر رمضان، من خلال تأملاتها العميقة بعدما اعتنقت الإسلام قبل تسع سنوات.
ما يميز هذا الكتاب هو عمق الرحلة التأملية التي ترويها الكاتبة، وهي رحلة لم تتح للكثيرين منا – وأقصد هنا من وُلدوا مسلمين – الفرصة لخوضها بتلك الطريقة العميقة. فنحن عادة ما نتعلم الصيام منذ الصغر، ويصبح الصوم مع مرور السنوات جزءًا من روتين حياتنا، مما يدفعنا إلى الوقوع في فخ الاعتياد، ويحول دون الوصول إلى الحالة التأملية العميقة مع معاني هذا الشهر المبارك.
الكاتبة تُضفي على كل يوم من أيام رمضان قيمة تأملية فريدة، حيث اختارت أن تعنون كل يوم بما يعكس معناه الروحي والعاطفي. تبدأ الرحلة من اليوم الأول الذي يحمل “احتضان السلام والاحترام المتبادل”، ثم يتبع ذلك “رحلة النمو والامتنان” في اليوم الثاني، ثم “احتضان الامتنان” في اليوم الثالث، لتتوالى الأيام بألق وعمق، فيختلط فيها “الصبر” و”التسامح” و”التأمل” و”اللطف”، وتتصاعد التجربة لتصل إلى “رحلة اكتشاف الذات” و”قوة المجتمع” و”رحلة الإيمان”، ثم “بركات الأسرة” و”قوة القبول”، مرورًا بـ”قيمة المعرفة” و”جوهر الرحمة”، و”أهمية الصدقة” و”رحلة التوبة”.
وتمضي الكاتبة في تسليط الضوء على “قوة الصلاة”، و”تحديات العالم من حولنا”، متأملة في “رحلة الإخلاص” و”أهمية التواضع” و”قوة الاستقامة”. ومع وصولها إلى العشر الأواخر من رمضان، يتناول الكتاب “ليلة القدر”، و”قوة الصلاة في العشر الأواخر”، ليختتم بتأملات حول “التوبة” و”نعمة الامتنان والصبر”، بالإضافة إلى “إحراز تغييرات ذات مغزى” و”البقاء على طبيعتك”. وفي اليوم الأخير من هذه الرحلة الروحية، تختتم الكاتبة بالحديث عن “الدروس المستفادة من رمضان”، ليكون هذا اليوم بمثابة “يوم الاحتفال والتأمل”.
وقد أضاف غلاف الكتاب لمسة فنية مميزة من تصميم الفنان التشكيلي فائق العبودي، ليعكس روح الكتاب وجوهره التأملي بألوانه وأشكاله، وهو يقع في مئة وستة وثلاثين صفحة، من القطع المتوسط.