تنطلق د. أمل الجمل في بحثها من مقولة مولانا جلال الدين الرومي: «للمرأة ﺣﻀﻮﺭ خفي.. لا يراه ويهتدي به إلا رجل متفتح عارف…» مُوضحة أنه «كثيراً ما اشتكت الحركة النسوية، وشعرت النساء بالغبن جراء الظلم الواقع على المرأة، والتجهيل لدورها تاريخياً وإبداعياً. كان البعض يفسر ذلك الظلم والتجاهل بأن التاريخ يسطره القوي صاحب النفوذ، إذ يكتبه الرجال في أغلب الأحيان، فماذا قولنا الآن وها هو رجل مبدع، وحاكم ذو نفوذ وسلطة، يختار ضمن مؤلفاته المختلفة نماذجاً للنساء من قلب التاريخ والواقع ويسلط الضوء الأدبي على كفاحها، وتمردها، وإسهاماتها، كاشفاً قدرتها على إدارة دفة الحكم من خلف ستار، أو تولي شئون الحكم بنفسها أحيانا، ومنازلة أقوى الأعداء، بقوة ومهارة وكبرياء مثلها مثل الرجال، «زنوبيا» نموذجاً. أو أن يختار امرأة كان كثر يعتبرونها عاهرة، بينما هو يحكي قصتها الحقيقية بالوثائق فيكشف عن تمردها وجرأتها وقوة شخصيتها ونزاهتها واحترام الحكام لها كما في «الجريئة»، بينما ثالثة كانت تطبق العدل، فتنصب حاكما أو تُقصي آخر عن كرسي العرش اذا جار وفجر كما في «سلاطين كلوة»، ورابعة لجأت للحيلة والدهاء المحكم والتخطيط على أعلى مستويات الدولة رفضاً للارتباط بزوج لا تحبه ولا تطيقه كما فعلت بيبي فاطمة، وغيرهن كثر من النساء أصحاب الأدوار الرئيسية أو الثانوية أو الهامشية ضمن مؤلفاته.»
يدور الكتاب في ٣٤٦ صفحة، ينقسم إلي بابين: في الأول تتناول مدخلا إلي عوالم سلطان القاسمي.. بسماته الشخصية والفكرية، وينقسم هذا الباب إلي فصلين: الأول يحمل عنوان: سلطان القاسمي صور للنشأة وظروف التكوين، ويتضمن ثلاثة مباحث: مقدمة – أفان تتر – أنواع من العشق، لمصر وزعيمها ناصر، ثم قصة عشقه للمسرح.
أما الفصل الثاني فيدور حول الدراسة وأهدافها وأهميتها، وينقسم إلي مبحثين: الفن والثقافة طريق الوعي بالحياة.. والتغيير على مستويات عدة بدءاً من أسرته وصولاً لأفراد شعبه ومزج الخاص بالعام.
أما الباب الثاني – والذي يحمل نفس عنوان الكتاب – فينقسم لثلاثة فصول: الأول يتناول وجوه للمرأة في نماذج من كتبه التاريخية، وهذا الفصل ينقسم بدوره إلي مبحثين: مقدمة عن جدلية اهتمامه بالتاريخ – ثم تحليل ثلاثة أعمال تاريخية تتناول صورة المرأة. ثم بالفصل الثاني تتناول الباحثة أحد عشر عملاً مسرحيا وتنقب فيها عن صورة المرأة وتتساءل عن سر غيابها أحياناً، وتقدم تفسيراتها لذلك الغياب. ثم يأتي الفصل الثالث فلا تكتفي الباحثة بتحليل شخصيات النساء الثائرات في مؤلفاته الروائية الخمس ولكنها تقارن بين أبطاله الرجال الثوار ونسائه الثائرات، ثم تختم الجمل دراستها بنتائج عامة حول صورة المرأة في إبداع د. سلطان القاسمي، وأهمية تلك الصورة.
يُذكر أن د. أمل الجمل لديها ثلاثة عشر كتاباً، أغلبها في النقد السينمائى المقارن، وبعضها في دراسات الأدب، هذا إلي جانب مشاركتها بعدد من الدراسات البحثية والمقالات الأسبوعية في الشأن العام والسينما وللفنون، كما شاركت في عدة ورشات عمل حول السينما في جامعة بون ألمانيا، ومالمو، والسويد، بالإضافة إلي مشاركتها في عشرات من لجان التحكيم المصرية والعربية والدولية، كما حصلت على جائزة النقد من نقابة اتحاد كتاب مصر عن مؤلفها «السينما العابرة للنوع.. حدود التوصيف والتصنيف»، وسبق أن حصلت على جائزة عبد الحي أديب في السيناريو.