يعود مهرجان كان السينمائي الدولي هذا العام بحلة جديدة ، دورة يترقبها العالم ، تضم عدد من كبار المخرجين الذين يتنافسون على السعفة الذهبية، بأفلامهم الجديدة، وقد ابهروا عشاق الفن السابع في العالم بأعمالهم على مدار تاريخهم. وكعادة مهرجان كان فإنه يراهن دائما على الكبار وكذلك شباب المخرجين الموهوبين الذين يعيد اكتشافهم على شاشته.
يرأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية المخرج روبن ستولد والدي قال بعد الإعلان عن ترشيحه : “لا يوجد مكان آخر في العالم يثير مثل هذه الرغبة في السينما عندما يرفع الستار عن فيلم في المنافسة”
كشف إيريس نوبلوش ، الرئيسة الجديدة للمهرجان ، والمندوب العام للمهرجان تييري فريمو ، عن قائمة الأفلام التي ستعرض على كروازيت ، خلال الدورة 76 للمهرجان الذي سيعقد في الفترة من 16 إلى 27 مايو. .
تضم المسابقة الرسمية 19 فيلما روائيا تتميز بتشكيلة وصفت بأنها ” تشكيلة كل النجوم “تضم مع خمسة مخرجين فازوا من قبل بالسعفة الذهبية ، هم المخرج البريطاني كين لوتش ،ناني موريتي الإيطالي ، التركي نوري بيلج جيلان ، المخرج الألماني ويم ويندرز ، و الياباني هيروكوزا ايدا ،وثمانية آخرين ظهروا بالفعل في المنافسة ، وستة يقدمون اعمالهم لأول مرة . هذه المعادلة ليست سهلة الحل دائمًا ، لكن جاذبية الكروازيت.
تم اختيار الفيلم التونسي ” اربع بنات ” للمخرجة والمؤلفة كوثر بن هنية للمشاركة فى المسابقة الرسمية للمهرجان ، وهو بطولة هند صبرى التى عبرت عن سعادتها وفخرها لتجد نفسها لأول مرة فى مسيرتها الفنية فى المسابقة الرسمية بمهرجان كان السينمائي، كما تضم المسابقة افلام “نادي الصفر ” اخراج جيسيكا هاوزنر، “المنطقة ذات الاهتمام ” اخراج جوناثان جليزر،
“الأوراق المتساقطة “اخراج آكي كوريسماكي، مدينة الكويكب ” اخراج ويس أندرسون، ديون شوت اخراج جوستين ترييت
، مونستر اخراج هيروكازو كوري-إيدا، إيل سول ديلاففينير اخراج ناني موريتي، لا سيميرا اخراج اليس روهوارشر ، دراى جراييز اخراج نورى بيلج سيلان ، الصيف الماضى اخراج كاترين بريلات ، لا بايسون دى دودين اخراج تران ان هونج ، رابيلوا اخراج ماركو بيلوتشيو،مايو ديسمبر – تود هاينز، فايربراند اخراج كريم عينوز ، البلوط القديم اخراج كين لوتش
، بانيل وأداما اخراج راماتا تولاي سي ، بيرفكت دايز اخراج ويم ويندرز ، جونيس اخراج وانج بينج.
وتصنع السينما السودانية تاريخا جديدا بإختيار الفيلم الروائي ” وداعًا جوليا ” للمخرج محمد كردفاني لينافس العمل الروائي الأول لـمخرجه فى مسابقة “نظرة ما ” ضمن فعاليات النسخة الـ 76 من مهرجان كان السينمائي الدولي التي تجري فعالياتها في الفترة ما بين 16 إلى 27 مايو، ليصبح أول فيلم سوداني في تاريخ المهرجان الأعرق في العالم.
ينتمي الفيلم إلى الدراما الاجتماعية مع جانب تشويقي له طابع مستلهم من السينما الواقعية، يبرز الجوانب المتعددة للثقافة السودانية التي لم يسبق لها العرض على شاشة السينما من قبل، وذلك من خلال جميع عناصر الفيلم سواء الموسيقى أو طاقم العمل أو أسلوب التصوير.
تدور أحداث الفيلم في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب، حيث تتسبب منى، المرأة الشمالية التي تعيش مع زوجها أكرم، بمقتل رجل جنوبي ثم تقوم بتعيين زوجته جوليا التي تبحث عنه كخادمة في منزلها ومساعدتها سعيًا للتطهر من الإحساس بالذنب.
يشارك في بطولة “وداعًا جوليا ” الممثلة المسرحية والمغنية إيمان يوسف وعارضة الأزياء الشهيرة وملكة جمال السودان السابقة سيران رياك والممثل المخضرم نزار جمعة وقير دويني الذي اختارته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سفيرًا للنوايا الحسنة عن منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي.، وتصوير بيير دي فيليرز الفائز بجائزة أفضل تصوير سينمائي في جوائز الفيلم الأوروبي عن الفيلم القصير Mthunzi، ومونتاج هبة عثمان الحاصلة على جائزة أفضل مونتاج من جمعية الفيلم المصري عن فيلم خارج الخدمة كما قامت بمونتاج فيلم ستموت في العشرين للمخرج أمجد أبو العلاء وفيلم المرهقون للمخرج عمرو جمال.، وهندسة صوت رنا عيد التي شاركت في عدة أعمال مهمة من بينها القضية رقم 23 وستموت في العشرين، وتصميم أزياء محمد المر الذي ترك بصمته على مجال الأزياء السوداني وصناعة الأفلام من خلال المشاركة في فيلمين هما ستموت في العشرين والفيلم القصير الست.
وعبر محمد كردفاني مخرج الفيلم ومؤلفه عن سعادته بالإنجاز التاريخي قائلًا “أعتبر وداعًا جوليا دعوة للتصالح كما يلقي الضوء على القوى المحركة الاجتماعية التي أدت إلى انفصال الجنوب. أنا متحمس للغاية وفخور بجميع أفراد طاقم العمل والتمثيل بسبب هذا الإنجاز التاريخي. كوني جزء من أول عمل سوداني يقع عليه اختيار مهرجان كان في التاريخ لأمر يثلج الصدر كما إنه أمر واعد جدًا بالنسبة للموجة الجديدة في صناعة السينما.”
وداعًا جوليا من إنتاج المخرج السوداني أمجد أبو العلاء الذي مثل السودان في ترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي عام 2020 لأول مرة في التاريخ بفيلم ستموت في العشرين، وعلق أمجد أبو العلاء قائلًا:”إنها لحظة تاريخية لنا وللسينما السودانية، إنه ليسعدني ويشرفني أن أنتج مثل هذا الفيلم للمخرج الموهوب محمد كردفاني، لقد أسرتني قصته ورؤيته الفنية منذ اللحظة الأولى. بعد نجاح فيلم ستموت في العشرين، أصبح هدفي هو دفع السينما السودانية إلى حافة النجاح عبر إنتاج أفلام لمخرجين سودانيين آخرين. ونحن عازمون على بناء صناعة سينما حقيقية في السودان وجذب الاحتفاء العالمي نحو أرض القصص المسكوت عنها.”
كما يشاركه في الإنتاج محمد العمدة من خلال شركة الإنتاج السودانية ستيشن فيلمز، وكان الثنائي قد تعاون مؤخرًا في إنتاج الفيلم اليمني المرهقون للمخرج عمرو جمال، الذي حصل على عرضه العالمي في مهرجان برلين السينمائي الدولي ضمن قسم بانوراما ليصبح أول فيلم يمني يُعرض في مهرجان برلين. وفاز بجائزة منظمة العفو الدولية ونال ثاني أعلى نسبة تصويت في جائزة الجمهور.
كما ان الفيلم إنتاج مشترك بين عدد كبير من الدول إذ يشارك أيضًا في الإنتاج باهو بخش (مصر) وصفي الدين محمود (مصر) وخالد عوض (السودان)، ومايكل هيندريكس (Die Gesellschaft DGS) (ألمانيا)، ومارك إرمر (Dolce Vita Films) (فرنسا)، وإسراء الكوقلي هاجستروم (السويد)، وفيصل بالطيور (السعودية)، ومحمد كردفاني (السودان)، وعلي العربي (مصر)، وأدهم الشريف (مصر)
في حين تتولى ماد سوليوشنز مهام توزيع الفيلم عالميًا، ويقول الشريكان المؤسسان للشركة علاء كركوتي وماهر دياب على اختيار وداعًا جوليا في المهرجان المرموق قائلين: “تنتفض السينما السودانية أخيرًا في هذه اللحظة مدفوعة بجيل جديد من صناع الأفلام المجددين الذين في حوزتهم قصص يجب أن يسردوها في الحال. نؤمن أن وداعًا جوليا سيخاطب العالم أجمع، فبينما يتحدث الفيلم عن مجتمع بعينه، فإن مبادئه الجوهرية، تشمل العالم بأكمله، وهي العلامة المميزة للتجربة السينمائية الهائلة.” كما وصفا الفيلم بأنه “نقطة تحول في تاريخ صناعة الأفلام السودانية.” ويأتي ذلك في أعقاب الدعم الذي قدمته MAD في ملتقى القاهرة السينمائي لمشروعي فيلمين سودانيين آخرين هما ملكة القطن للمخرجة سوزانا ميرغني والسراج والعتمة للمخرج المهدي طيب.
وأضافت ميريام دغيدي مديرة الاستحواذ في ماد سوليوشنز “هدفنا تسليط الضوء على القصص التي لا يعرف عنها الجمهور العالمي شيئًا و بناء جسور ثقافية واجتماعية تربط العالم العربي بباقي الكرة الأرضية ، ويروي فيلم وداعًا جوليا قصة معتدي يسعى حثيثًا للتصالح مع من أساء لهم. وهذا السعي إلى الخلاص ليس مدفوعًا بالاستقامة الذاتية أو الإجبار، ولكنه الإلزام الأخلاقي لمواجهة أخطائنا وبذل جهد واع في التصرف بصورة أفضل. بعبارة أخرى، إن الفيلم عبارة عن قصة إنسانية لها أبعاد عالمية.”
وكان مشروع الفيلم قد شارك في ورش وأسواق إنتاج مشترك عالمية ومن بينها EAVE في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وCiniphilia Bound في مهرجان كان السينمائي، وورشة Follow the Nile لروبرت بوش، وسوق مهرجان ديربان السينمائي بجنوب إفريقيا.
كما تلقى دعمًا من مهرجان البحر الأحمر ومؤسسة آفاق، وفاز مشروع الفيلم بالعديد من الجوائز ففي منطلق الجونة السينمائي حصل على عدة جوائز هى أفضل مشروع في مرحلة التطوير بقيمة 15 ألف دولار أمريكي، وشهادة منصة الجونة السينمائية وجائزة نيو سينشري بقيمة 10 آلاف دولار أمريكي وجائزة ضمان توزيع من MAD Solutions بقيمة 30 ألف دولار أمريكي وجائزة IEFTA وفي منتدى سوق مالمو فاز الفيلم بجائزة منظمة الفيلم السويدي النقدية وقدرها 150 ألف كرون سويدي كما شارك المخرج محمد كردفاني والمنتج أمجد أبو العلاء بالمشروع في برنامج Global Media Makers الذي تنظمه Film independent في لوس انجلوس، كما فاز بمسابقة الترويج في مهرجان إسبينهو للمخرجين الجدد والأفلام الجدد.
محمد كردفاني صانع أفلام سوداني، حاز فيلمه القصير نيركوك على جائزة الفيل الأسود لأفضل فيلم سوداني عام ٢٠١٧ وجائزة شبكة ناس لأفضل فيلم عربي في أيام قرطاج السينمائية، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي وجائزة أرنون بيلافيت بيلليجريني في مهرجان الفيلم الإفريقي الأسيوي اللاتيني السينمائي الدولي في ميلان. عُرض فيلمه القصير سجن الكجر خلال أحداث الثورة السودانية في ساحة الاعتصام التي ضمت آلاف المتظاهرين، وكان فيلمه الوثائقي جولة في جمهورية الحب هو أول فيلم مؤيد للثورة يبثه تلفزيون الدولة. في العام ٢٠٢١ أسس استديوهات كلزيوم للانتاج بالخرطوم