مصطفى جمعة يكتب: ليس اللي راح من عمرنا…” كمنجه”
كلما غمست الغربة أظفارها في جسدي المنهك كما يغمس الوجع في محبرة الأنين ،ليوشم في الروح مفردات الالم،أعانق كمنجتي و أنظر إلى صورهم،فتنهمر سيول الأنغام الحزينة من عيني وتغرق معها ايامي،فتسبح اطيافهم وجع في دمائي حتى ان حياتي اصبحت في بعدهم شمس فيه الشحوب وترتدي جلباب الغروب ، تسحب خلفها أشعة ثيابها البراقة ، و تلّوح بكف قرصها للوداع.
ايها القوس الموجوع والوتر الشحي الحزين،في نفسي ظمأ لا يرويه إلا رؤيتهم ,وفي قلبي ظلمة لا ينورها إلا سراج وجههم وفي روحي جمر لا يطفئه إلا ضحكات قلوبهم وفي حياتي فراغ لايملأه إلا قربهم.
كلما غمست الغربة أظفارها في جسدي المنهك اطلق قوسي وامنح كمنجتي حق البوح فتطالبني ان اعزف أنغاماً منتحبة تتطهّر فيها كلمات العشق كما يتطهّرُ قلب ُالغيمة ِمن الماء الآسِنٌ، فتبادلني الأوجاع نحيب أحزان ليل ِكصرخات جوعى أغانيهم انين يرقص ما بين الاوتار كراقص فوق جمرات النار .
(. عزفت حتى تألمت “الكمان”ُكالمطرِ المرِّ على صدر ِالأمل المهزومِ وكالريح ِعلى اجساد العراه ،فقررت الا أتوقف عن العزف
حتى اجعل ُقلبَ الأمل الواقفِ علىى بابِ الدمعةِ حرفَ نداءٍ يرثينا في لحظات ِالصمت ِالصوفيّ.
(. ما أروع هذا العزف َالنازف فوق عذاباتنا ِكقدّاس ِسكينتهِ البيضاء في نفوس ُالحيارة،وعلى بساط الحنين، حيث نتحول الي أرواح تسكن حروفا الذكريات، والتعليقات، والطرائف، والمواقف، والشوارع، والحارات تمرح وتسرح في اعماقنا، ابتسامة بريئة على الشفاة، وفي العيون بريق دموع، تحن لتلك الأيام التي تنادي، وتنهال من ذاكراتنا كما المطر.
(. فبها ومنها وإليها تذكرت كل المواقف…
تذكرت كل من اخي الاكبر وحبيبي وصديقي ومعلمي عبده اسماعيل شفاه الله وعافاه واطال في عمره بالصالحات ومتعه بالصحة والعافية الذى علمني العزف على الكمان،واخي بالاسم والمحبة قباري علي مصطفى استاذي للتربية الموسيقية في مدرسة الشهيد عبدالمنعم رياض الثانوية العسكرية الذي أخذ على عاتقه تطوير مهارة العزف على الكمان عندي وكل الاحبة الذين فقدتهم في الرحلة… وكل ما كسبت أو اكتسبت وتعلقت عيناي بألوان طيف.