محمود فرج “مجانص” السينما الذي عاش وحيدا ورحل وحيدا
كتبت: جيهان عبد اللطيف بدر
عاش سنواته الأخيرا وحيدا فى شقته بشارع باب اللوق، فبرغم شهرته الواسعة، وشخصيته التي لا يمكن أن تخطئها العين ، إلا إنه ظل سنوات طويلة بدون عمل .
هو الفنان الشهير محمود فرج بين الجمهور باسم “مجانص” وذلك لأن أغلب أدواره تعتمد على الضرب. والحقيقة أن الإسم كان يليق به وذلك لأنه قبل أن يكون ممثلاُ فهو رياضى يلعب الملاكمة وقد التحق بكلية التربية الرياضية وكذلك كلية التجارة ، وقد سيطر عليه عشقه للفن فالتحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية .
بدأ مشواره الفنى من خلال دوره فى فيلم ” شيطان الصحراء” عام 1944 ثم الدور الأشهر رغم صغره ولكنه الدور الذى فتح أمامه أبواب عالم السينما وهو دور الملاكم صديق البطل أحمد رمزى فى فيلم ” أيامنا الحلوة” عام 1955 وبسبب ملامحه الحادة وتكوينه الجسمانى برع محمود فرج فى آداء دور الرياضى الملاكم أوالشرير عضو العصابة ولكن بالرغم من ذلك فقد كان دوره خفيفاً على المشاهد رغم أنه لا يتخذ شكل الدور الكوميدى المألوف ولكنه يتميز بخفة ظل تساعد على تحويل المشهد إلى كوميديا . كانت الأدوار الأكثر شهرة هى التى قام بتمثيلها أمام اسماعيل ياسين والتى أصبح الجمهور يعرفه بأسماء الشخصيات التى قدمها أكثر من معرفتهم لإسمه الأصلى ومنها أسماء ” مجانص” فى فيلم ” اسماعيل ياسين فى البوليس الحربى” واسم “عفركوش ابن برطكوش” فى فيلم ” الفانوس السحرى” و ” الشبوكشى” فى فيلم اسماعيل ياسين فى السجن ، كما أنه اشتهر باسم ” حنظلة” من خلال فيلم ” فجر الإسلام” وجملته الشهيرة ” شلت يدى … إنها سليمة” .
من أشهر الأعمال التى شارك فيها أفلام ” الرجل الثانى” ، ” الفانوس السحرى” ، ” أنا وهو وهى” ، ” فجر الإسلام” ، ” شاطىء الأسرار” ،” صراع فى النيل” ، موعد مع المجهول” ، ” أمير الدهاء” ، ” اسماعيل ياسين طرزان” ، ” اسماعيل ياسين فى البوليس الحربى” ،” دائرة الانتقام”، ” ضربة شمس” ومسلسلات “محمد رسول الإنسانية” ، “لا إله إلا الله”، “الكعبة المشرفة” و”ألف ليلة وليلة: الثلاث بنات” ، “الجنة العذراء” ،”مبروك جالك ولد”.
بجانب التمثيل كتب قصة فيلم “الحياة حلوة” عام 1966 وكذلك كتب سيناريو وحوار بعض المسلسلات الإذاعية مثل “الفراشة القاتلة” و”غريب الحي” و”حنان الأمهات”.
لم يكتفِ بالعمل فى المجال الفنى لأنه لا يضمن الحصول على ما يكفى لاحتياجات المعيشة لذلك كان يعمل موظفًا في وزارة الكهربا حتى وصل إلى درجة وكيل وزارة وبعد خروجه على المعاش اعتزل الفن بسبب معاناته مع مرض السُكري الذى اضطر بسببه لبتر إحدى قدميه كما فقد حاسة البصر بإحدى عينيه، مما جعله يحزن ويُصاب بالاكتئاب .
على الرغم من أن عدد أعمال محمود فرج الفنية لم تتجاوز المائة إلا أن محمود فرج رحل تاركاً ميراثاً فنياً وإعجاباً يجعله خالداً فى أذهان المشاهدين.
ولد فى 22 يناير 1922 وتوفى فى 5 يوليو 2009 عن عمر يناهز 87 عاماً .