أهلا دكتور أحمد أخبارك عملت إيه النهاردة رده؟
الحمد لله يا بابا حصلت على علامة كاملة في إملاء الإنجليزي، ومدرس الرياضيات أعطاني جائزة وكرموني في الطابور عشان سلوكي وحضوري المبكر.
أحسنت يابنى عايرك دائما متفوق وتكون الأول.
كان هذا حوارا بسيطا يدور بشكل يومي بين ابن بالصف الرابع وأبيه الذي يعمل خياطا أعتاد الحضور لاستلام ابنه من على بوابة المدرسة منذ عشر سنوات وقد كنت مسئولا عن التسليم الأمن للطلاب بنهاية الدوام.
كان السؤال مكررا من الأب بشكل يومي وكانت إجابة الابن تختلف بسيطا عن كل يوم لكنها دوما تتضمن إنجازا جيدا للطالب وليس هذا هو بيت القصيد في موضوعنا اليوم لكن ما لفت انتباهي أن الأب لم يغير من سؤاله علي مدار ثلاث سنوات وهو استخدامه لكلمه أهل يا دكتور، أخبارك اليوم يا دكتور، عملت إيه اليوم يا دكتور كان يقولها وبكل فخر حتى بعد ن أنتقل الابن إلى المرحلة الإعدادية ثم الثانوية ظل الوالد متواصلا معي حيث ربطتني به علاقة صداقة وفي كل اتصال يبلغني أن الدكتور أحمد بيسار عني ويسلم علي ولم أحاول يوما ما أن أسأله لماذا يفعل ذلك حتى جمعني به لقاء في أحد المجمعات
أكيد أستاذ محمد نفسك تسألني هو ليه أنا دائما بنادي أحمد بدكتور أحمد؟
انته عارفا أنى أنا وأمه من يوم ولادته وأحنا لنحاول نزرع فيه حلم مقدرناش نحققه مع أخيه الأكبر اللي الحمد لله أصبح مهندسا
نفسي يبقي دكتور ودائما يحكي له عن أهمية عمل الطبيب وخدماته اللي ممكنا تسعد وتشفي ناس كثير وأنه ممكن يساعد فقرا ومساكين كثير
بس هذا تحدي صعب ولازم تكون عارف قدراته تساعده ولا لا؟
مش شرط نحن عايزين أولادنا يطلعوا ايه المهم هم حابين يكونون ايه متجبر وش على شيء الا إذا كان حابب كده
هو حابب كده ودايما حريص أن يقرأ وبيحب العلوم والرياضيات.
مرت السنوات وعادت الأسرة إلى مصر ليكمل الطالب تعليمه
وفي أحد الأيام دق جرس الهاتف
سلام عليكم من معالي ؟
أنت نسيتني ولا إيه ؟
أنا أبو الدكتور أحمد أحمد من حضرتك؟ ثم تذكرت الصوت أهلا أخبارك وأخبار الدكتور أحمد أسال وكلي خوف من أن أمنية الرجل ربما لم تتحقق حبست أبشرك أن أحمد دخل كلية الطب ونجح في العام الأول بتقدير امتياز ونفسه يسلم عليك
هذه القصة البسيطة دفعتني للحديث عن موضوع أراه هاما في حياتنا وهو غرس الأحلام في نفوس أولادنا مع مراعاة قدراتهم وميولهم طبعا لماذا لا نرفع سقف الأحلام لديهم لماذا نقلل من قدراتهم ونحكم عليهم بالفشل أو بمحدودية قدراتهم لقد تذكرت قصه العالم العبقري توماس أديسون مخترع المصباح الكهربائي والذي كان مستواه التعليمي ضعيفا كثير الحركة ومفرط النشاط يعاني من ضعف في السمع ضجر منه أحد المدرسين وقال له إنه غير مؤهل للاستمرار في الدراسة، فأرسل
المدرس رسالة معه إلى أمه يقول فيها: “من الأفضل لابنك أن يجلس في البيت، لأنه غبي”.
وعندما سأل الابن أمه عن محتوي الرسالة قالت الأم لطفلها يقولون إن طفلك عبقري وإن هذه المدرسة لا تستوعب مثل هذا الذكاء لذلك يجب عليك أن تعلميه بنفسك. فقالت الأم لنفسها بعد قرائه الرسالة: “أبني ليس غبيا، بل هم الأغبياء”… واحتضنت ابنها قائلة له: أنت طفلي الذكي، أنت أذكى طفل في العالم “.
قررت الأم إعادة ابنها إلى المنزل والقيام بتعليمه وتثقيفه بنفسها علمته بالمنزل، وأظهر حبا شديدا بالمعرفة، وأبدى نضجا مبكرا وتقدما عقليا يفوق عمره، بينما كان يعمل في بيع الجرائد في محطة القطارات لمساعده أمه.
قد كان الدافع القوي وراء هذا العبقري العظيم تلاكمه التي آمنت به وبقدراته لقد أصبح هذا الطفل واحدا من أعظم المخترعين في العالم! وحصل على براءة أكثر من 1000 اختراع كان يقول عن أمه…” والدتي هي من صنعتني، لقد كانت واثقة بي؛ حينها شعرت بأن لحياتي هدفا، وشخصا لا يمكنني خذلانه ”
لماذا لا نؤمن بقدرات أبنائنا وميولهم؟ لماذا لا نشجعهم على الجمع بين تحقيق أحلامهم وتنميه مواهبهم وميولهم. فكلمات التشجيع الإيجابية يمكن أن تغير مصير أي شخص أحسنوا من تربية أبنائكم وشجعوهم على النجاح والتقدم، ولا تكونون ضمن الفئة التي تقلل من شأن أبنائهم وتصفهم بالفشل لأن كلمات بعض الوالدين تكون كالرصاص الذي يقتل ويقضي علي طموح الأبناء علموهم أنه لا حدود للأحلام وأن الأحلام قابله للتحقق بالجد والمثابرة علموهم مقاومة الفشل والنهوض مرارا وتكرارا عند الفشل ارفعوا من مستوى الثقة لديهم لأن ذلك من العوامل الأساسية لتحقيق النجاح وجهوا أفكارهم وأفعالهم نحو النجاح لأن ذلك يزيد من قدرتهم على تحقيق النجاح علموهم كيفية استغلال الفرص التي تتاح لهم وكيفية تجاوز العقبات التي قد تواجههمللاستمرار نحو تحقيق أهدافهم.
انتظروا المقالة القادمة” لسنا مع مرتضي ولكنا لا نحب الخطيب “