في كل مرة يتم تعيين وزيرا جديدا للتعليم أو حتي مع ظهور الثانوية العامة كل عام تظهر لنا العديد من الإقتراحات والخطط لتغيير نظام التعليم والثانوية العامة ولاندري إن كان ذلك يتم طبقا للدراسات لسوق العمل وطبيعة المدارس والجامعات وهل كان هناك حوار مجتمعي لمناقشة هذا التغيير.
وهل هذا علاج لقصور موجود أم هو لمجرد التغيير وأثارة الجدل والتقليد لنظم تعليمية أخري ومع تولي محمد عبد الغفور وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ظهر لنا بخطط جديدة لإعادة تصميم المحتوي العلمي والمعرفي لطلاب المرحلة الثانوية تحت ماهية التخفيف عن أولياء الأمور والطلاب .
وعلي الرغم من ان الشكل الظاهر يحمل تخفيفا عن الطلاب وأولياء الأمور خاصة فيما يتعلق بالدروس الخصوصيه الا ان هذا التغيير اثار جدلا كبيرا بين المعلمين والطلاب وأولياء الأمور حيث أن نظام الدمج لبعض المواد العلمية وتحويل بعض المواد الدراسية الي مجرد مواد نجاح ورسوب كاللغة الأجنبية الثانية والجيولجيا وعلوم البيئة سيؤثر بشكل كبير علي مدرسي هذة المواد كما سيؤثر علي طبيعة الجدول المدرسي سيؤثر ايضا علي الطلاب حيث أن هذة المواد تتيح للطلاب الحصول علي درجات تساعدهم في ظل صعوبة المواد الدراسية الأخري
وهنا اتسائل.. ؟
لو كنت وزيرا للتعليم هل تبحث عن التجديد أم نعالج القضايا الأساسية التي يمكن في ظلها نجاح أي نظام تعليمي حتي وإن كان به قصور
ولماذا لم يفكر الوزير في إصلاح حال المعلم ورفع راتبة لعلاج مشكلة الدروس الخصوصيه وعلاج العجز في اعداد المدرسين والتقليل من مافيا الدروس الخصوصيه وعلاج مشاكل التكدس في الفصول الدراسية
لو كنت وزيرا للتعليم لقمت بتوحيد التعليم ففي مصر نجد كتب وزارية وعلي الجانب الاخر مئات الكتب الخارجية لشرح هذة الكتب والتي تم تصميمها دون مراعاة لاحتياجات المجتمع وعقلية الطلاب فلماذا لانهتم باعداد كتب مدرسيه تغني الطالب عن اللجوء للكتب الدراسية.
لو كنت وزيرا للتعليم لكثفت متابعة المدارس والتي أصبحت مجرد أماكن يمتحن فيها الطالب فقط أما التعليم يتم في فصول التقوية ومراكز الدروس الخصوصيه والتي وصل بها الأمر لان تقام في استادات كرة القدم وصالات الأفراح .
لو كنت وزيرا للتعليم لحرصت علي أقامة مراكز تطوير للمعلمين بالمدارس تقدم فيها ورش العمل خاصة للمعلمين الجدد لتهيئتهم للعمل بشكل جيد في الحقل التعليمي.
لو كنت وزيرا للتعليم لقمت بعمل تقييم سنوي لماقدم من تغيير في نظام التعليم للتعرف علي أوجة القصور لعلاجها لاحقا وللتعرف علي الايجابيات والعمل علي تطويرها للأفضل.
لو كنت وزيرا للتعليم لعملت علي التنسيق بين سوق العمل ومخرجات التعليم ومحاولة خلق نوع من التكامل .
لو كنت وزيرا للتعليم لكان هناك حوار مجتمعي سنوي مع الخبراء والمتخصصين والمعلمين واولياء الامور والطلاب للنقاش و البحث وعرض النتائج والاستفادة منها في تطوير التعليم.
لو كنت وزيرا للتعليم لبحثت عن أفضل النظم التعليمية التي تلاءم مجتمعنا وتتتناسب مع هويتنا القومية والعربية واستفدت منها.
لو كنت وزيرا للتعليم لكان حرصي الاكبر علي المصلحة العامة التي تخدم الوطن بعيدا عن الرغبة في الحفاظ علي الكرسي
فماذا تفعل أنت لو كنت وزيرا للتعليم؟!