برغم وجود أكثر من 30 عملا دراميا تعرض في رمضان هذا العام إلا أن مسلسل جعفر العمدة قد تصدر المشهد وأصبح حديث المشاهدين وأصبح المشاهد ينتظر بشغف الحلقة القادمة لمعرفة ما سيحدث رغم معرفة كل المشاهدين وتنبئهم بما سيحدث فالجميع يعرف أن سيف ابن جعفر من بداية الحلقات والجميع يشك أيضا في دلال لكننا جميعا في انتظار لحظة كشف اللغز ومعرفة الحقيقة للأبطال وليس لنا نحن
لكن ذلك كان من العوامل الأساسية لنجاح المسلسل حيث أشرك المؤلف والمخرج المشاهد معه لقد أجاد محمد سامي في صنع حبكة درامية محكمة تضمن له مشاهده العمل من بدايته للنهاية وعاده ما يفكر الكاتب في القصة والموضوع ففي الوقت الذي يركز فيه الكاتب علي قضية ما ويسعى لحلها أو يكتب لنا قصه صعودا لبطل نتفاعل معه أو يعرض لنا الشر متجسدا في أشكال مختلفة ويسعى الكاتب لنهاية لهذا الشر نجد أن
ما يفعله محمد سامي هو خلق شخصية البروتاجونست كمحور وأساس للقصة تدور حولها الأحداث ثم ينسج بعد ذلك شخصية الخصم وبقية الشخصيات فأنت لا تجد موضوعا أوقديه يعالجها المسلسل سوى بعض القضايا التي عرضت بشكل ثانوي كقضية الكتائب الإلكترونية وتعدد الزوجات لكن التركيز كله انحصر في شخصيه البروتوجنست والانتوجنست وهو الشخصية المعاكسة للبطل والمضاد لقوة البطل الذي يقف في وجه بطل الرواية وهو عاده لا يحصل علي تعاطف الجمهور سواء كان شخصية واحدة او مجموعة من الشخصيات وهذا ما فعله محمد سامي في البرنس من خلال شخصيه رضوان البرنس وحبيشه في ابن حلال وزين في نسر الصعيد وولد الغلابه والأسطورة ونسل الاغراب وغيرهم ومن خلال الانتوجنست متمثلا في عيله فتح الله ودلال زوجته
لقد صنع المؤلف شخصيه جعفر التي تمثل الفانتازيا الشعبية لشخص يملك القوة والسلطة والمظهر والسلوكيات ويمتلك العديد من المقومات التي تجعل المشاهد يتفاعل مع هذه الشخصية، بل ويتمني أن يكون مثله حتي في مساله زواج الأربع والتي لم تكن الا تكرارا لفكره مسلسل الحاج متولي
لقد أحب الكبار والصغار المسلسل ليس لأنه الأفضل فهناك العديد من القضايا التي تعالج من خلال بعض المسلسلات الجيدة كعلاج فكره الورث للبنات في الصعيد وقضايا الاثار في مسلسل عمله نادره وأيضا قضية الوصاية في مسلسل تحت الوصاية لمني زكي وتجارة السلاح في ضرب نار وبابا المجال وستهم والمداح، بل لان قصه جعفر قصة مسلية يدفعك بعض مشاهدها لتدفق الادرينالين عند مشاهدتك لبعض المشاهد كمشهد عثور جعفر علي ابنه أو ثريا أو حتي بعض المواقف الجانبية التي أراد ان يخرج بها المؤلف من ماذق الزوجات الأربع وهو مشهد نرجس وطلبها الطلاق
لقد أحب المشاهد فكره البطل الأسطوري الذي يستطيع أن يفعل كل شيء ويصل الي كل شيء شخص لا يخطأ يحكم بين الناس فيطاع لأنه يمتلك صفات وطموحات ترضي كل الطبقات
لم يترك المخرج مساحة للخطإ في شخصيه البطل وهو نفس منطق الأفلام الهندية التي يحبها المشاهد ويتفاعل معها والتي لا تخضع للمنطق في كثير من الأحيان
لم يهتم المخرج كثيرا حتى بإشكالية المكان فلم نر مثلا من حي السيدة زينب سوي محل جعفر ومحل عيلة فتح الله فقط وأيضا الشرطة والقضاء التي لم نر لهما وجود طوال المسلسل
وربما ساعد الاختيار الجيد لأبطال العمل أحد عوامل جذب المشاهد خاصة شخصيات أحمد داش وأداءه الرائع وصفصف وخفة الظل وأناقتها التي أحبها المشاهد وقد أتقنت هاله صدقي في ذلك وليلي عثمان ولبني ونص وأحمد فهيم وغيرهم
كل عام وأنتم بخير وصحة وسعادة