مقالات

محمد سلام يكتب :بطل اسمه أمير

بطل اسمه أمير

قاطعًا مسافة اثني عشر كيلومترًا، وبأقدامٍ حافية، وخمس سنوات هي مجموع عمر الطفل، وفي يومٍ مشمس، نجح أمير في أن يحصل على كيس من الأرز، وآخر من الطحين، وبقايا لحبات العدس التي جمعها من على الأرض، وبفرحة لا توصف بأنه سيعود بالطعام لأمه وإخوانه الجوعى، وكلمات شكر وقبلة على يد مسؤول متعاقد سابق مع مؤسسة غزة الإنسانية الأمريكية المدعومة من إسرائيل، والذي تم فصله من عمله لأنه تحدث عن وحشية وهمجية الجيش الإسرائيلي في التعامل مع أهل غزة في الحصول على المساعدات الإنسانية، وكيف أنه يتم فتح النار عليهم وكأنها مصائد للموت.

أنتوني أغيلار، الذي قرر أن يفضح ما يحدث بعد أن راعه المشهد المأساوي لأمير، مقتولًا على بُعد خطوات، وبعد لحظات من وقوفه معه وتقبيله ليده اعترافًا من الطفل بالشكر والعرفان.

هذه هي آخر صورة للطفل الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره.
لم يكن يفكر في الغد، ولا في مستقبل باهر، أو أن يكون طبيبًا أو مهندسًا، كل ما كان يشغله هو تلك اللحظة التي سيعود فيها لأمه وإخوته حاملًا قوت يوم، أو ربما بعضًا من قوت يوم.

لم أتمالك نفسي وانهمرت دموعي وأنا أرى فرحة الصبي ذي الجسد الهزيل، وملامح الوجه التي ربما لا تعرف سوى الحزن.
بكيت وأنا أراه يمد يده بالسلام، ويقبل الرأس امتنانًا لحصوله على حق هو أبسط ما يمكن أن يحصل عليه أي طفل في أي مكان في العالم.

أي منطق، وأي إنسانية يمكن أن تبيح ذلك؟
لقد ذكر أنتوني أغيلار أن أماكن التوزيع موجودة عمدًا في مناطق قتالية، ومن يذهب للحصول على المساعدات يعلم جيدًا أن احتمال مقتله ربما أكثر من احتمال عودته سالمًا، لكن سياسة التجويع، ومشاهد الأطفال وهم يتضورون جوعًا، تدفع الآباء للذهاب أملًا في العودة.

أمير ليس مجرد صبي مات وهو يحمل قوت يومه، بل هو رمز للنضال والشجاعة، هو رمز لكل فلسطيني.

اعلان اسفل محتوى المقال

admin

الصحافة والإعلام..موقع عربي متخصص فى الثقافة والفنون والرياضة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock