نعم كان رمضان مختلفا هذه المرة فقد جرت العادة على أن أصوم رمضان مع أهلي ثم أصبح الصيام مع زوجتي لكن هذه المرة أصبح الوضع مختلفا أصوم هنا في البحرين بلد المحبة والكرم لذلك أحببت أن اتحدث اليوم عن رمضان في البحرين ..برغم تشابه الدول العربية فيما بينها في العديد من العادات والتقاليد الا أنها تختلف في أساليب وطرق ممارسه هذه العادات ولشهر رمضان في البحرين عادات وتقاليد تظهر من خلالها قيم المحبة ويغلب عليها الأجواء الإيمانية حيث تكثر الامسيات الرمضانية التي تعبر عن مشاعر المحبة والود والتي تظهر من خلالها تجسيد للعادات والتقاليد البحرينية المتميزة
يتسابق الناس في أداء الصلوات والعبادات وتتميز البحرين بإقامه الإفطار الجماعي في المساجد والعديد من الأماكن والشوارع وتجد المتطوعين لفعل الخير في الشوارع وإشارات المرور قبيل أذان المغرب مباشره لتوزيع وجبات الإفطار لمن تأخروا في أعمالهم أو لظروف ما.
كما تفتح مجالس العائلات البحرينية بعد صلاه العشاء والتراويح للكل وتقدم فيها القهوة العربية المتميزة والتمر مما يعمق ويزيد من روح التواصل بين الجميع سواء البحرينيين أو المقيمين
ومن أهم ما يميز رمضان في البحرين زيارات الاهل والافطار معهم فعلي الرغم من تباعد المسافات نجد الكثير من العائلات البحرينية تحرص على تناول الإفطار في بيت العائلة القديم حيث يجتمع جميع أفراد الاسر لتناول الإفطار سويا وقضاء السهرة مما يذيد من الترابط الاسري
ومن أجمل العادات البحرينية تبادل اطباق الاكل بين الاهل والأصدقاء والجيران
ويعد طبق الهريس المكون من اللحم وحبوب القمح والثريد الذي يقدم مع الخضار واللحم طبقا أساسيا في رمضان وأيضا المجبوس سواء باللحم أو الفراخ أو السمك ولاننسي الكباب البحريني المصنوع من دقيق الحمص والسمبوسه بمكوناتها المختلفة فهناك سمبوسه بالجبن وأخري بالخضار وأخري بالبطاطس
ويتبع الإفطار البحريني القهوة العربية الطيبة والحلوى البحرينية واللقيمات والساقو والزلابية والكستر والجيلي والمهلبية والبلاليط المضاف إليهم الهيل والزعفران
وللأطفال حظ من الإحتفالات الرمضانية فما أروع من أن تشاهد يوم القرقاعون والذي اعتدت أن أخرج مع أسرتي في هذا اليوم للاستمتاع بهذا الاحتفال في منتصف شهر رمضان حيث تري الأطفال وهم يرتدون الزي التقليدي وهو الدراعة والذي يخاط لهم خصيصا لهذه المناسبة حاملين معهم أكياسا يجمعون فيها الحلوى والمكسرات. من الاهل والاقارب والجيران وهم يرددون أنشودة القرقاعون الشهيرة والتي يحفظها الصغار والكبار
ويرتدي الأولاد في هذه المناسبة الثياب التقليدية (الدشداشة والقحفية)، وهي طاقية مطرزة إلى جانب ارتداء السديري المطرز وتختلف أناشيد البنات عن الأولاد في ليلة القرقاعون. فالأولاد يرددون نشيدة “سلم ولدهم وهم يطرقون الأبواب في حين أن البنات يغنون “قرقا عون … عادت عليكم.
أما الشباب فلهم دور أيضا فيخرجون حاملين الدفوف والطبول وهم حاملين مجسما على شكل فرس مغطي بالا قمشه الملونة وتسمي بالفريسة ويطوف الشباب البيوت مرددين الاهازيج الشعبية الرمضانيةولاننسي أيضا المسحراتي أو أبو “بوطبيله” والذي يتجول حاملا طبله ليذكر الناس بموعد السحور وهو يردد ادعيه دينيه.
كل عام وأنتم بخير والي اللقاء في رمضان وأيامه الحلوة 4
