فؤاد شفيق موظف الري الذي أحب التمثيل

كتبت :جيهان عبد اللطيف بدر

رغم أن اسمه غير معروف عند كثير من المشاهدين، إلا أن فؤاد شفيق يعتبر رائدأ من رواد الفن وخاصة المسرح . ولد “محمد فؤاد شفيق” فى أكتوبر عام 1899 من أب من أصول تركية وأم سورية وكانت أسرته ميسورة الحال .حصل على شهادة الكفاءة عام 1919 ، كان يعشق الفن بسبب اصطحاب والده له ولأشقائه لمشاهدة فرقة ” سلامة حجازى” المسرحية.
شارك فى حفلات التمثيل المدرسية وتمنى احتراف التمثيل ولكن منعه والده من العمل فى المجال الفنى لأن شقيقه الأكبر الفنان ” حسين رياض” قد سبقه إلى عالم الفن وشعر الوالد أن ابنه انفصل عنه ولم يكن يريد تكرار نفس التجربة مع الشقيق الأصغر ، فاضطره والده للسفر إلى السودان للعمل ككاتب حسابات بقسم الرى بالحكومة ،وتزوج هناك وعاد بعد عشر سنوات بعد وفاة والده وشعر أنه أصبح حراً ليختار طريق الفن فترك الوظيفة والتحق بفرقة “رمسيس” المسرحية مع شقيقه ” حسين رياض” ثم تركها ليصبح واحداً من مؤسسى فرقة ” فاطمة رشدى” وشارك فى عشرات الأعمال مع الفرقة حتى انتقل إلى فرقة ” جورج أبيض” وفرقة ” نجيب الريحانى” ثم عاد مرة أخرى إلى فرقة “رمسيس” ومن خلالها رشحه مدير الفرقة الفنان يوسف وهبى للعمل فى مجال السينما من خلال مشاركته فى فيلم ” المجد الخالد ” عام 1937 .
قدم فؤاد شفيق شخصيات متعددة سواء فى المسرح أو السينما أو الإذاعة ، ولكن تظل أدواره فى السينما هى الأشهر لأنه نادراً ما نشاهد أى من المسرحيات التى شارك فيها قد تم تصويرها. اشتهر بتقديم شخصيات ” الباشا” ، “رجل الأعمال” أو الشخصية الشعبية خفيفة الظل مثل دوره فى فيلم ” أم رتيبة” عام 1959 . لم يستطع مخرجى السينما الاستفادة من موهبة فؤاد شفيق كما فعل مخرجى المسرح ووضعوه فى إطار تمثيلى محدود حيث أن معظم أدواره قد غلب عليها الطابع الفكاهى كما أن أدواره الجادة لم تكن الأدوار الحزينة رغم أهمية الدور ، فلم نشاهد فى أى من أدواره تلك التراجيديا التى قد تجعل عين المشاهد تدمع رغم أنه يؤدى الشخصية باقتدار.
قدم 58 فيلما ً والعديد من المسرحيات والأعمال الإذاعية ، من أفلامه ” سلامة فى خير” ، ” دنانير” ، ” سلٌامة” ، ” نشيد الأمل” ، ” أحب الغلط” ، ” انتصار الشباب” ، ” العريس الخامس” ، ” ابن الحداد” ، ” شارع محمد على” ، ” سفير جهنم” ، ” ، ” ماكانش عل البال” ، ” بابا عريس” ، ” ظهور الإسلام” ، ” من أجل امرأة” ، ” أم رتيبة” ، ” بحبوح أفندى” ، ، ” يا حلاوة الحب” ، ” احنا التلامذة” ” عروس النيل” وآخر فيلم شارك فيه كان ” بنت 16 ” عام 1963 .الجدير بالذكر أنه تم تكريمه نظراً لآدائه المتميز ، فقد حصل على وسام من ملك المغرب محمد الخامس عام 1951 ، وأيضاً وسام الفنون من الدرجة الأولى عام 1962. رحل فؤاد شفيق يوم 2 سبتمبر، عام 1964 تاركاً إرثاً فنياً يجعله حاضراً دائماً فى أذهان المشاهدين .

Exit mobile version