سعيد أبو بكر فنان لم يحظى بالتقدير برغم عطاءه الطويل

كتبت: جيهان عبد اللطيف بدر
ولد فى طنطا فى نوفمبر عام 1913 وعشق الفن منذ الصغر،بدأ مسيرته بأن شارك فى حفلات التمثيل المدرسية حتى حصل على البكالوريا،وسافر إلى القاهرة ليلتحق بفرقة “رمسيس” المسرحية لصاحبها يوسف وهبى.
كما شارك أنور وجدى غرفته فى المسرح قبل أن يصبح أنور وجدى فيما بعد نجماً لامعاً. ولم يكن الراتب الذى يتقاضاه من الفرقة يكفى للمعيشة لذلك سافر إلى السويس وعمل فى وظيفة أمين مخارن بالمجلس البلدى ولكن عشقه للفن جعله لم يستمر طويلاً فى الوظيفة وعاد إلى القاهرة ليلتحق بفرقة “فاطمة رشدى” وفرقة ” فؤاد الجزايرلى” ، ثم التحق بمعهد التمثيل عام 1947 وبعد تخرجه عمل مفتشاً بالمسرح المدرسى بجانب عمله بفرقة المسرح الحديث وأخراج عدة مسرحيات منها مسرحية “صندوق الدنيا” ومسرحية “بابا عايز يتجوز” ، و “الناس اللي فوق” وشارك بالتمثيل فى العديد من المسرحيات منها “البخيل” ، “مسمار جحا” ، “حركة ترقيات” .
اتجه للسينما عام 1940 عندما اختاره المخرج محمد كريم للمشاركة بدور صغير فى فيلم ” يوم سعيد” ثم توالت أعماله السينمائية وكانت كلها أدوار ثانوية ولكن أساسية فى محور أحداث الفيلم وكانت أدواره تترك أثراً لدى المشاهد نظراً لملامح وجهه الحادة وآداءه المتميز بخفة الظل . قام بتمثيل دور البطولة مرة واحدة فى فيلم “السبع أفندى” ولم يكرر التجربة حيث أن هناك وجوهاً تظهر على الشاشة وتنجح نجاحاً باهراً فى الدور الثانوى ولكن لا تنجح فى أدوار البطولة. ورغم تميزه فى آداء جميع أدواره ولكن يظل دوره الأكثر تميزاً هو دور “شيبوب” فى فيلم “عنترإبن شداد” ربما نجح الدور بسبب نجاح المبهر عند عرض الفيلم عام 1961 كذلك هو الفيلم الوحيد الذى مثل فيه سعيد أبو بكر بالألوان حيث أن كل أعماله سواءً السينمائية أو المسرحية التى تم تصويرها أوالمسلسلات التليفزيونية كانت بالأبيض والأسود .
على الرغم من أن سعيد ابو بكر كان ممثل كوميدى إلا أنه لم يوفق فى بناء حياة سعيدة فقد ارتبط بالفنانة ماجدة فى بداية مسيرتها الفنية وخطبها لفترة قصيرة ثم افترقا عن بعضهما ولم يتزوج وعاش وحيداً طوال حياته ، حتى إنه كان مريضاً بالقلب وسافر للعلاج على نفقة الدولة
فى لندن لأنه كان مديراً للمسرح الكوميدى ولكن القدر لم يمهله وتوفى عن عمر يناهز 58 عاماً على متن الطائرة قبل وصوله للمستشفى فى أكتوبر عام 1971… وفقد الفن واحداً من أبرز الفنانين سواء فى الكوميديا أو التراجيديا الذى يقدره الجمهور ولكن لم يحصل على القدر الكافى من التقدير والتكريم الذى يستحقه .
قدم للسينما فى أكثر من 60 فيلم منهم ” يوم سعيد” ، ” ليلى بنت الأغنياء” ، ” النائب العام” ،” غزل البنات” ، ” قلبى دليلى” ، ” حبيب العمر” ، ” عنبر” ، ” البيت الكبير” ، ” السبع أفندى” ، ” تاكسى الغرام” ، ” دايماً معاك” ، ” اسماعيل يس للبيع” ، ” عنتر ابن شداد” ، ” بين السما والأرض” ، ” رسالة إلى الله” ، ” 3 لصوص” ، ” أفراح”.