محمد سلام يكتب: رمضان وأيامه الحلوة (1)
لكل فرد منا ذكرياته الجميلة مع شهر رمضان الكريم ومع اقتراب نهاية شهر شعبان وحلول شهر رمضان الكريم نستعيد ذكريات الزمن الجميل نجد أنفسنا نحاول أن نشتم عبق هذه الأيام الجميلة التي ستظل عالقة في أذهاننا وبين سطور حياتنا بعد أن رحل من رحل من حياتنا لتظل ذكرياتهم وذكريات تلك الأماكن والأيام الجميلة تضيء لنا دروب حياتنا فيأخذنا رمضان بأجوائه إلي ذلك العالم الرائع الجميل الذي شكل وجداننا وفكرنا
كانت الشوارع تتزين بالزينة التي أعتدت أنا وأصدقائي عملها نقضي أياما قبل حلول الشهر نعدها من أوراق الكتب المقصوصة والتي كنا نقوم بتلوينها وتلصيقها بالعجين وتشكيلها على شكل دوائر كانت الأدوار محفوظه فهناك من يقص الأوراق وهناك من يقوم بعمل عجينه اللصق وأخر يقوم بعمل الدوائر والأشكال الورقية ثم نشتري ذلك الفانوس المصنوع من جريد النخل ونقوم بعمل توصيله كهربائية لمصباح يتوسط ذلك الفانوس ثم تتم عمليه تعليق الزينة في السهرة بشكل منسق ومبهج في فرحه كبيره ونحن نغني رمضان جانا تارة وأهلا رمضان تارة اخري
مازالت تلك الذكريات محفوره في عقولنا وقلوبنا حتى بعد مرور السنوات الطويلة وعلى الرغم من انشغالنا بأعباء الحياة يأتي الينا رمضان فتعود الينا ذكرياتنا ونجد أنفسنا مشتاقين الي سماع الرؤيا والذهاب الي صلاه التراويح قبل بداية الشهر ثم تحضير السحور لأول يوم نعم اشتقنا لسماع حلقات الشعراوي قبل الإفطار وعمو فؤاد وسماع صوت مدفع الإفطار وانتظار الفوازير وسماع كرتون بكار ومعزته الشهيرة رشيده وصوت منير الرائع وهو يغني يأبوا كف رقيق وصغير
اشتقنا الي صوت المسحراتي وهو يغني..(اصحي يا نايم أصحى وحد الدايم
وقول نويت بكرة إن حييت
الشهر صايم والفجر قايم
أصحى يا نايم وحد الرزاق
رمضان كريم )
نعم سيظل نبض تلك الذكريات الجميلة يرسم لنا عمرا جديد نعم سنظل نتذكر لمه العيلة على الافطار في انتظار صوت الاذان بصوت الشيخ محمد رفعت ..نعم نشتاق الي صوت التواشيح بصوت الشيخ النقشبندي علي اذاعه القران الكريم قبل صلاه الفجرنعم أشتاق الي الفول المدمس والمخلل والفجل والجرجير الذي اعتدت شراءه من منطقه السويقة أشتاق الي بائع البوظة الذي أعتاد أن يجلس هناك وحوله زحام الكبار والصغار..أشتاق الي طبق الكشك المميز الذي كان يعشقه أبي وتعده امي رحمه الله عليهما قبل الإفطار بساعات وإلى شراب قمر الدين اللذيذ..أشتاق الي البلح العجوه والذي كان يأتي لنا من الوادي الجديد في شكل صفائح معدنيه ..نعم اشتقنا إلي السهرات التي كانت تقام في الصعيد طوال شهر رمضان حيث كانت بعض العائلات تستقدم شيخا لقراءة القران طوال شهر رمضان ويقومون بدعوه الأقارب والجيران والمارة من البائعين اللذين ربما تأخروا في العودة الي بلادهم كان الشيخ يؤم الناس لصلاه المغرب ثم يفطر الجميع ويقرأ الشيخ القران حتى وقت العشاء فيصلي الشيخ بالناس وتستمر السهرة بين الاستماع للقران وتبادل الحديث في جو ودي أخوي تسوده المحبة حتى وقت السحور..سياتي رمضان ككل عام خفيفا بنسماته الرقيقة المباركة يأتي وتمضي أيامه بسرعه لكن يبقي رمضان الماضي محملا بذكريات نشتاق اليها نسترجعها في كل عام وكل عام وأنتم بخير
إلي اللقاء مع الحلقة الثانية من(رمضان وأيامه الحلوة)