كتبت جيهان عبد اللطيف بدر
أشهر دادة خفيفة الظل فى السينما المصرية، ولدت فى أسرة يهودية فى لبنان فى أغسطس عام 1905 وعشقت التمثيل منذ الصغر وكانت تشارك فى حفلات فرق التمثيل المدرسية ، ثم انتقلت فى ريعان الشباب مع والدها إلى الإسكندرية عام 1930 ليفتح مجالاً جديداً فى تجارة الأقمشة وهناك تزوجت من ضابط شرطة ولكن لم يستمر زواجهما طويلاً وطلقها عام 1938، وهو نفس العام الذى توفى فيه والدها فلم تحتمل ومرضت ودخلت للعلاج فى المستشفى القبطى ومكثت به شهوراً وبعد تعافيها عرض عليها جارها أن تعمل فى مجال الفن الذى تهواه وساعدها فى الإلتحاق بالفرقة المسرحية القومية.
التحقت بفرقة على الكسار وقامت بآداء أدواراً كوميدية وأصبح لها راتب شهرى يساعدها على المعيشة حتى تزوجت مدير حسابات الفنانين محمد توفيق الذى توفى متأثراً بمرضه ، ثم تزوجت زميلها الفنان فؤاد فهيم الذى توفى بدوره تاركاً لها عمارتين لهما ايراد شهرى ولم تتزوج بعده.
بدأت مشوارها الفنى فى أول أفلامها ” العزيمة ” عام 1939 ولم يكن دوراً كوميدياً بل دور أم طيبة لأن ملامحها تعطيها عمراً أكبر من عمرها الحقيقى، ثم توالت الأعمال فى أدوار متنوعة ولكنها فى أغلب الأفلام تقوم بدور الأم أو الدادة حتى أنها فى بعض الأفلام لم يكن للشخصية إسم سوى “الدادة” وقد أعطت ثريا فخرى لتلك الشخصية شكلاً متميزاً فى طريقة الملابس والضحكة الكوميدية الملفتة للأنظار بسبب خفة دمها وكذلك صوتها فى الحوار وطريقة المشى حتى انه يمكن للمشاهد أن يعرف بمجرد رؤية الملابس وسماع صوت الضحكة دون أن يرى وجهها أن هذه الممثلة هى ” ثريا فخرى” .
شاركت فى حوالى 200 فيلم سينمائى بجانب الأعمال المسرحية والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية ، ومن أفلامها :” العزيمة” ، ” انتصار الشباب” ، ” العريس الخامس” ، ” ممنوع الحب” ، ” غرام وانتقام” ، ” ليلى بنت الفقراء” ، ” ست البيت ” ، ” بلبل أفندى” ، عايزة أتجوز” ، ” اقوى من الحب” ، ” رسالة غرام ” ، ” دايماً معاك”، ” حكاية حب” ، ” أيام وليالى”، ” شارع الحب” ،” اسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة” ،” الستات ميعرفوش يكدبو” ، ” رد قلبى”، ” ليلى بنت الشاطىء”، ” ملاك وشيطان” ، ” لوعة الحب” ، ” نهر الحب”، ” يوم من عمرى” ، ” بين القصرين” ، ” الشموع السوادء” ، ” مطلوب أرملة” .
كان آخر أعمالها فيلم ” الحياة حلوة” الذى لم تشاهده لأنها مرضت فى نفس العام وتوفت فى فبراير عام 1966 وتم عرض الفيلم بعد وفاتها. عاشت وماتت وحيدة لانها لم تنجب أطفالاً وظلت الجهات المسئولة لفترة طويلة تبحث عن وريث لأن أقاربها كانوا يعيشون ً فى لبنان . رحلت وظلت فى أذهان المشاهدين صاحبة دور أفضل وألطف” دادة” فى السينما المصرية.