“أنتم السبب أنتم من حولتم ابني إلى قاتل لقد تنمروا عليه مائة مرة، بل أكثر لقد لقبوه بالشيطان فليرقد هؤلاء المتنمرون بسلام”.
كانت هذه كلمات والد كوستا الفتي الصربي ذو الأربعة عشرة أعوام والطالب بإحدى المدارس الابتدائية في بلجراد والذي ارتكب جريمة بشعة بقتل ست فتيات وزميله بالصف ومعلمه وحارس المدرسة ولم يكن يعلم زملاء كوستا أنه سينفذ تهديده لزملائه سأقتلكم! سأقتلكم! إن لم تتوقفوا عن التنمر بي. كوستا ذلك الطفل الهادئ والمتميز في دراسته من أب يعمل طبيبا التحق بإحدى المدارس الابتدائية في بلجراد صربيا بدأ الطلاب يتنمرون عليه ويقومون بتصوير هذه المقاطع ونشر هذه المقاطع لقد وثقوا مقطعا لهم وهم يتذمرون عليه بتقليده وهو يهددهم بالقتل لقد عاد إلى منزله مرات عديدة وهو متسخ الملابس أو يعاني من كدمات أو ضرب من زملائه
لقد اشتكى ستة من زملائه عده مرات لمعلميه ليعتبروا أن ذلك مجرد مزاح عادي لذلك قرر أن يكتب فصل النهاية بنفسه بعد أن حاول أن يمنع زملاؤه من التنمر عليه عده مرات لقد اختار طريقا آخر لمواجهة التنمر ويبقي الذنب الأكبر لهؤلاء الذين تنمروا عليه لقد أختار القتل في جريمة بشعة هزت صربيا وربما العالم كله
لقد جلس شهرا كاملا يخطط لتنفيذ جريمته كيف سيقضي على هؤلاء المتنمرين فكتب أسماء المتنمرين في ورقه وقام بشطب أحدهم بعد أن أعتذر له قبل فترة عن تمره لدرجة أن أطلق عليه صاحب أكبر حظ في صربيا وربما في العالم بالكامل ولقد قام كوستا بإعطاء رقم لكل طالب تنمر عليه وحدد مكانه بالضبط في ذلك الوقت ثم قام بعمل مخطط للممر بالمدرسة وكيفية الدخول وطريقة التنفيذ ثم جاء اليوم الذي حدده كوستا اليوم الثالث من شهر مايو سنه 2023
توجه إلى المدرسة بعد مرور شهر كامل من التخطيط حاملا سلاح والده الذي تدرب عليه مع والده قبل ذلك كثير وكان يجيد استخدامه لقد حان الوقت أنها اللحظة الحاسمة يجب أن ينتهي كل ذلك سريعا لن يتنمر على أحد بعد اليوم سأقتلهم جميعا حتى ذلك المعلم الذي لم يأبه أو يستمع لشكواي
توجه كوستا إلى المدرسة حاملا مسدس أبيه حاول الحارس إيقافه لكنه أخرج سلاحه وقتله دون تردد ليكون أول ضحية ثم توجه إلى زملائه المتنمرين ليقتل ست بنات وصديقه السابق في خمس وعشرين ثانية ثم توجه إلى معلم التاريخ الذي سبق وأن شكا له من تنمر زملاؤه لكن المعلم لم يتخذ أي أجراء ضد هؤلاء المتنمرين فقتله بعدها توجه الي الصف ليقتل زملاؤه المتنمرون ست فتيات وزميل بالصف كانت أعمارهم ما بين 12 عاما و14 عاما
لم يفكر كوستا في الهرب أو الاختفاء، بل أتصل بالشرطة بعد الانتهاء من جريمته وأبلغهم بالحادث وأنه مريض نفسي ولايمكن مقاضاته لأنه لا زال قاصرا وحسب القانون الصربي لن يستطيعوا محاكمته تم الحكم علي كوستا بإيداعه السجن في مصحة عقلية لتعلن الحكومة الصربية حدادا وطنيا بعد الحادث وتلغي العديد من الاحتفالات نتيجة لهذه المجزرة البشعة
المتنمر هو شخص يشعر بالنقص دائما ونحن لا ندرك ظروف هؤلاء المتنمرين عليهم ولا الضغوط الواقعة عليهم لم يكن ما فعله كوستا صحيحا ولا يمكن تأييده لأنه عالج الخطأ بالخطأ لكن علينا أن ننتبه لذلك سواء في المنازل أو خاصة في المدارس والتي انتشر فيها التنمر بين الطلاب والطالبات بشكل كبير يجب ان نعطي اهتماما للطلاب اللذين يشتكون من التنمر وعلينا أن نعالج مثل هذه المشاكل في مدارسنا وأن نعالجها من خلال نشر الوعي بين أفراد المجتمع، ثقافه المحبة والتسامح والقيم التي دعي اليها ديننا الحنيف فالتنمر قد يحول الشخص العادي الي مجرم.
هل كان كوستا مخطئا وهل يستحق زملاءه ما فعله وكيف يمكن لنا تجنب مثل هذه الجرائم ننتظر إجابتكم وتعليقاتكم.
انتظرونا الأسبوع القادم ” النمر الإلكتروني المشكلة والحل