بلال علي ماهر يكتب: كلمات جوهرية ..والبشر في القرآن

 

وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115الأنعام ) ، تبين هذه الآية أن القرآن غاية الصدق فى الأقوال والأخبار والدلالات، فلا مبدل لكلمات الله، وهو السميع لأقوال عباده، العليم بها.  وقد وردت فيه كلمات جوهرية واجبة التعريف، وهى:  البشر، وآدم وبنيه، والإنسان، والناس.

فكلمة البشر تعني المظهر الخارجى للمخلوق، وشكله المميز كالرأس، والبدن، والرجلين، والذراعين، وهو يمشى على الأرض منتصبًا، فهذا التكوين يسمى بشرًا.  أما لون بشرته، وطوله، ووزنه، فهى صفات غير أصيلة.  وقد جاءت كلمة البشر فى كثير من الآيات دون مدحٍ أو ذم، منها:  إنى خالق بشرًا (ص 71)، فتمثل لها بشرًا (مريم 17)، أبعث الله بشرًا (الإسراء 94)، قل إنما أنا بشر (الكهف 110)، ولم يمسسنى بشر (مريم 20).

أما كلمة آدم فتعني مخلوق بشري خُلِق من أديم (تراب) الأرض، من عَذبها ومالِحها، وفيه الطيب والخبيث، وهو آدم أبو البشرية.  وورد اسمه من غير وصف، منها:  وعلم آدم الأسماء (البقرة 31)، يا آدم اسكن (البقرة 35)، وعهدنا إلى آدم (طه 115).   كما وردت آيات لتكريم بني آدم وهدايتهم، منها:  ولقد كرمنا بني آدم (الإسراء 70)، ألم أعهد إليكم يا بنى آدم (يس60)، يا بني آدم خذوا زينتكم (الأعراف 31).

وقد اختلف العلماء فى أصل كلمة إنسان، فالبعض قال إنها مشتقة من النسيان، والبعض قال إنها مشتقة من الإيناس وتعني الرؤية،  وقيل إنها مشتقة من الونس لإيناس البشر للأرض.  وقد وصف الله الإنسان بأقبح الصفات، ومنها:  قُتل الإنسان ما أكفره (عبس 17)، إن الإنسان لكَفور(الزخرف 15)، إن الإنسان لظلوم كفار (إبراهيم 34)، كَلا إن الإنسان ليطغى ( العلق 6)، إن الإنسان لربه لكنود (العاديات 6)، خُلِق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين (النحل 4)،  وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض (فصلت 51).  وسورة الإنسان جاءت تذكيرًا له بأصله، وحِكمة خَلقه ومصيره.  وهناك أخطاء شائعة فى استخدام اسم إنسان المخالف لأصل معناه كقول: مساعدات إنسانية، وقيم إنسانية، ومبادئ إنسانية.  وعلى كل إنسانٍ مذموم أن يتخلى عن صفاته، وأن يسمو بأخلاقياته كى يصبح من بني آدم المأمول.

وكلمة ناس جامعة للبشر، ووردت من غير وصف، ومنها:  وما منع الناس أن يؤمنوا (الإسراء 94)، والناس أجمعين (البقرة 161)، نداولها بين الناس (آل عمران 140)، قل يا أيها الناس (الأعراف 158)، قل أعوذ برب الناس (سورة الناس)،  وكلمة الناس كلمة جامعة خاتمة للقرآن.

Exit mobile version