النزعة الإنسانية في موسيقى أريثا فرانكلين

المشاعر الصادقة جوهر الفعل الإنساني في موسيقى أريثا فرانكلين

بقلم : عبد السلام دخان

 

تشكل المشاعر الصادقة جوهر الفعل الإنساني في موسيقى أريثا فرانكلين «Aretha Franklin»
(1942–2018)، الصوت يتحول إلى امتداد للوعي وأداة للتواصل الروحي والاجتماعي، الموسيقى تمنح المستمع فرصة الغوص في التجربة الإنسانية وفهم عمق الروح الفردية والجماعية، الصوت جسراً يربط بين التجارب المختلفة، مرآة للذات وفضاء للمشترك الإنساني يتجاوز حدود الفردية.
تنبع موسيقى فرانكلين من سياق متشابك بين الدين والفن والمجتمع، الصوت يتحول إلى لغة للمشاعر وفهم الأداء الموسيقي كوسيلة لتجسيد المعنى وإعادة تشكيل التجربة الوجودية، الغناء في الكنيسة صفة روحية تمكن المستمع من مواجهة ذاته واستكشاف قدراته التعبيرية، كل أداء فعل جماعي ينبض بالحضور المشترك ويعكس الترابط بين الذات والعالم.
امتدت مسيرتها المهنية مع أتلانتيك ريكوردز، أعمال مثل “Respect” و”(You Make Me Feel Like) A Natural Woman”، مشروع موسيقي يربط الإحساس الفردي بالقيم الكونية، التجربة الفردية تتحول إلى ملكية جماعية، الأداء الموسيقي وسيلة لفهم الذات والآخر، الصوت فضاء معرفي وجداني لاستكشاف العلاقات الإنسانية وإدراك القيم الجوهرية مثل الكرامة والاحترام والتنوع. وتؤكد
الجوائز العالمية، من الميدالية الرئاسية إلى قاعة مشاهير الروك آند رول، قدرة الأداء على ترك أثر مستدام في الوعي الجمعي وإعادة صياغة تجربة الفرد بما يغني الإدراك الجماعي للجمال والقيم الإنسانية، النزعة الإنسانية تتحقق بتحويل التجربة الفردية إلى إرث مشترك، الأداء أداة للفهم العميق للعلاقات الإنسانية والوعي المشترك.
وتطرح موسيقى فرانكلين سؤالا وجوديا عن بقاء الإنسان متصلا بجوهره الإنساني عبر الفن، الموسيقى أداة لإعادة اكتشاف المعنى والقيمة في عالم معقد، الموسيقى صدى دائم للكرامة الإنسانية والسعي نحو الصدق والجمال، تمنح المستمع رحلة تأملية تلتقي فيها الذات بالعالم، الأداء وسيلة لإدراك الروابط بين المشاعر والقيم واستكشاف أبعاد الوجود الإنسانية العميقة، الفن فضاء للتأمل وإعادة فهم الذات والآخر، تجربة تحتفي بالقيم الإنسانية وتقدّر التنوع والاختلاف.

Exit mobile version