
قال محمد الإبراهيم، مخرج وكاتب أحدث الأفلام الروائية الطويلة القطرية “سعود وينه؟”، أنّ العمل جرى تطويره كمشروع محلي خالص يسلّط الضوء على المواهب الإبداعية في قطر، سواء أمام الكاميرا أو خلفها.
وأضاف الإبراهيم خلال مشاركته مع فريق العمل في الإيجاز الصحفي في مهرجان الدوحة السينمائي 2025: “كان هدفنا تقديم فيلم قطري، من تمثيل قطريين، موجّه إلى مجتمعنا وإلى العالم العربي الأوسع، لأننا نتشارك اللغة والثقافة ذاتها”. وأشار إلى أنّ الإنتاج يجمع جيلاً جديداً من الفنانين، يستلهمون أعمالهم من الثقافة المحلية، ويقدّمون في الوقت نفسه قصصاً يمكن أن تصل إلى جمهور عالمي.
“سَعّود وينه؟” فيلم تشويقي غامض مدته 90 دقيقة، تدور أحداثه في ليلة اعتيادية في مزرعة نائية، حيث يعيد الشقيقان حمّود وسَعّود تنفيذ خدعة سحرية من طفولتهما ورثاها عن والدهما الراحل. وبمزيج من الفولكلور والغموض والتوتر النفسي، يستكشف الفيلم موضوعات الأخوّة والذنب والإيمان والخط الفاصل بين الوهم والحقيقة.
وأشار الإبراهيم إلى أنّ الأصالة الثقافية للفيلم، بما في ذلك مشاركة طاقم تمثيل من الشبّان، تعكس خصوصية بيئة الأحداث. وقال: “هذه الدراما تدور بين مجموعة شباب في مزرعة، وهذا هو المألوف في تقاليدنا”. وأكّد أنّ النساء يُقدمن أدواراً محورية في الإنتاج، مشيراً إلى أنّ القطرية مريم السّهلي هي من قامت بمونتاج الفيلم، بينما قامت مريم المحمدي بالمؤثرات البصرية وهما من العناصر الإبداعية الأساسية في العمل.
كما أوضح الإبراهيم أنّ تطوير القصة والسيناريو استغرق نحو أربعة أشهر، تخلّلها بحث مكثّف لضمان أن يكون “السياق مشوّقاً ومثيراً ويحتوي أيضاً على جانب كوميدي”. وإلى جانب اختيار مجموعة من أصدقائه المقرّبين منذ أكثر من 15 عاماً للتمثيل في الفيلم، أجرى الإبراهيم أيضاً تجارب أداء لاكتشاف المواهب المتمرسة والواعدة.
ولفت الإبراهيم خلال حديثه بأنّ الفيلم، رغم تجذّره في الحياة القطرية، يتناول موضوعات قادرة على الوصول إلى الجمهور في الخليج والعالم العربي الأوسع. وأضاف: “نعتبر هذا العمل خطوة متواضعة تحمل رسالة مفادها بأنّ الفنّانين في قطر، منمختلف الأجيال ومن الجنسين، يبنون ثقافة سينمائية نابضة بالحياة. نأمل أن يطرح الجمهور، معنا، السؤال المحوري في الفيلم: سَعّود وينه؟”.
ولفت الممثل سعد النعيمي الذي يؤدي دور سَعّود في الفيلم بأنّه يتطلع لتطوير مسيرته الاحترافية في التمثيل ويواصل رحلته الفنية التي بدأت في الأساس في ورشات العمل في مؤسسة الدوحة للأفلام. وعبّر خلال حديثه عن سعادته في هذا العمل والدور الذي قام به والتعاون المميز الذي ساد مع المخرج وجميع أعضاء فريق العمل.