كتبت : جيهان عبد اللطيف بدر 
اللواء شرطة الفنان عبد الخالق صالح ، والد المخرج الكبير علي عبد الخالق ، ولد فى يونيو عام 1913 وعشق الفن منذ طفولته وظهر ككومباس وهو ما زال طالباً فى فيلم على الكسار ” سلفنى ثلاثة جنيه” عام 1939 ولكن والده اعترض على التحاقه بالمجال الفنى وأصر على أن يلتحق بكلية الشرطة ورغم ميوله الفنية إلا أنه اجتهد فى عمله الشرطى حتى ترقى إلى رتبة لواء ، وبعد ترقيه قابل صديقه وزميل الدراسة الفنان فاخر فاخر الذى اقترح أن يتشارك هو وأصدقاء المدرسة القدامى فى عرض مسرحى لاستعادة الذكريات ووافق صالح خاصة وأن واله كان قد توفى وأصبح حراً فى اتخاذ قراره للعل فى المجال الفنى .بالصدفة كان ضمن الحضور المخرج عز الدين ذو الفقار الذى لفت نظره آداء عبد الخالق صالح المتميز خاصة فى دور الشرير نظراً لملامحه الجادة الصارمة وصوته المميز فأسند اليه دور الرجل الأول رئيس العصابة فى فيلم الرجل الثانى عام 1959 ونجح الفيلم نجاحاً كبيرا وبدأت السينما تفتح ذراعياها له فاستقال من عمله كلواء شرطة وتفرغ للتمثيل.
برع فى تقديم دور الرجل الشرير أو الرجل ذو نفوذ والسلطة الذى يتحكم فى الآخرين وبالطبع عمله كضابط شرطة ساعده على أن يؤدى أدواره بمنتهى الجدية والصرامة ، ورغم أدواره الجادة فقد قام بدور الأب فى مسرحية ثلاثى أضواء المسرح ” طبيخ الملائكة”وكانت طلته خفيفة على المسرح ررغم أن آدائه لم يكن كوميديا ولكنه أبسط من آدائه فى أدواره الجادة على شاشة السينما.
فرضت عليه وظيفته كضابط شرطة أن يكون صارماً فى عمله وجاداً إلى حد كبير فى معاملاته مع الآخرين إلا أن ابنه الوحيد المخرج على عبد الخالق أكد أن والده كان فى المنزل شخص هادىء الطباع ويتناقش مع ابنه فى كل ميوله ويشجعه على تنمية موهبته حتى أصبح مخرجاً معروفاً.قدم عبد الخالق صالح أكثر من 85 فيلم رغم قصر مدة عمله بالفن الذى التحق به فى عمر متقدم ، ومن أفلامه ” الرجل الثانى” ، ” فى بيتنا رجل” ، ” بداية ونهاية” ، ” طريق الدموع ” ، ” دماء على النيل” ، ” لن أعترف” ، ” السبع بنات” ، ” لا تطفىء الشمس ، ” كلهم أولادى” ، ” الأشقياء الثلاثة” ، ” المجانين فى نعيم”، ” عروس النيل” ، ” اعترافات زوج” ، ” الطريق” ، ” حكاية العمر كله” ، ” فجر يوم جديد” ، ” عنتر ابن شداد” ، ” الرجال لا يتزوجون الجميلات” ، ” أغنية على الممر” ، ” السلم الخلفى” وكان آخر أعماله فيلم ” ليل وقضبان عام 1973 .ابتعد عبد الخالق صالح عن الفن بعدما قدم آخر أعماله عام 1973 حتى توفى عام 1978 تاركاً فارغاً فى نوعية الآدوار التى قدمها ببراعة .