كتب: محمد سلام
التغطية مستمرة
“وداعًا صوت الحقيقة أبو صلاح وشام”
أوصيكم بقرّة عيني ابنتي الحبيبة شام، وابني صلاح…
رحل أنس الشريف، ومحمد قريقع، ورحل أبو صلاح وشام، وأيضًا أبو زين.
رحل الصوت الذي كان يصرخ للعالم: “هنا غزة… هنا الحقيقة”.
رحل من كان ناقلًا للخبر فأصبح مجرد خبر.
رحل بعد أن كتب وصيته، وبعد أن عانى كما عانى أهل غزة من الجوع والتعب والإرهاق.
رحل بعد أن واجه الرعب بابتسامة، ومن كان يواسي الثكالى والمتعبين، ويمسح دموع الأمهات، وينام في الطرقات، ويركض بين الركام ناقلًا الحقيقة.
واليوم، غابت خطواتك، وغاب صوتك، بعد أن كنت صوتًا للحقيقة.
مات بعد أن كتب وصيته رافضًا أن يترك وطنه أو أهله، وكان شريكًا لهم في آلامهم وأحزانهم.
مات من كان يؤمن أن الصورة قد تكون أقوى من الرصاص، فلم يكن يحمل سلاحًا.
مات بعد أن ساهم بدرجة كبيرة في رفع الوعي العالمي حول عمليات التجويع والإبادة الجماعية التي يمارسها المحتل.
كشف الوجه الحقيقي للمعاناة التي يعيشها الغزيون، كشفها بصدق وجرأة متحديًا كل القيود والتهديدات.
لا جوع بعد اليوم يا أنس…
ولا قهر بعد اليوم…
ولا بُحّة في صوتك بعد اليوم.
والآن فقط، تخرج من غزة أنت ورفاقك محمد قريقع، وإبراهيم ظاهر، ومحمد نوفل، والمصوّر مؤمن عليوة، ومن قبلهم كثيرون.
نعم، الحزن يلف غزة، واليتم يسكن قلبها، ولكن ستظل التغطية مستمرة.