محمد رفعت يكتب: وداعاً للكوميديا وأهلاً بـ”اللايت”!

خابت توقعات الجمهور هذا العام في معظم الأعمال الكوميدية التي شاهدناها في رمضان، وعانت في معظمها من ضعف مستوى الكتابة والمبالغة في الأداء والمط والتطويل ومحاولة استدرار ضحكات المشاهدين بالصراخ والزعيق دون جدوى، ومحاولة استنساخ مشاهد قديمة ومكررة.

وكان أبرز الخاسرين هذا العام هو الفنان الموهوب أحمد مكي، والذي فشل الجزء السابع من مسلسله “الكبير أوي” في تحقيق نفس النجاح الذي حققه الجزء السادس العام الماضي، رغم إتاحته كعادته في معظم أعماله لمساحات كبيرة لزميلاته وزملائه للتألق وإثبات الوجود، ولكنهم خذلوه هذه المرة، وخاصة الفنانة الشابة رحمة أحمد في دو مربوحة، والتي جاء أداؤها مفتعلاً ومبالغاً جداً فيه في معظم الحلقات.

ونفس الأمر ينطبق على مسلسل “الصفارة” للفنان المتنوع في أدواره أحمد أمين، والذي فاجأ الجمهور بالعودة إلى الكوميديا، بعد تألقه العام الماضي في دور صعب ومركب من خلال مسلسل “جزيرة غمام”، والذي أثبت به أنه ممثل قدير يستطيع أداء كل الأدوار، إلا أن ضعف الكتابة والسيناريو لم يسعفاه في إنقاذ مسلسله الجديد “الصفارة” من الملل والتكرار.

والحقيقة أن الأعمال الاجتماعية الخفيفة أو ما يسمونه “اللايت كوميدي”، قد عوضت إلى حد كبير هذا التراجع في مستوى الكوميديا خلال موسم دراما 2023، وخاصة في مسلسل “كامل العدد” بطولة المتألقين شريف سلامة ودينا الشربيني، ومسلسل “مذكرات زوج” للمبدع طارق لطفي، وإن كان النجاح لم يحالف مسلسل الفنانة يسرا “ألف حمدالله ع السامة”، والذي حاولت من خلاله استنساخ تجربتها الناجحة العام الماضي ولكن لم يحالفها التوفيق.

والواقع يقول إن الطفرة الكوميدية التي شهدتها السينما المصرية منذ بداية تسعينيات القرن الماضي لم تستطع أن تصمد طويلاً ، وإذا تتبعنا خط نجومية هذا الجيل لبداياته لوجدنا أنها بدأت وتطورت بشكل منظم من مشاهد صغيرة، إلى أدوار أكبر نسبياً في أفلام الكبار، ثم حدث التحول الأضخم في النصف الثاني من التسعينات بعد اكتساح فيلم “إسماعيلية رايح جاي” للإيرادات وسيطرته بشكل غير مسبوق وبلا منافس على شباك التذاكر في العام 1997.

وبدأ هؤلاء الفنانين وهم محمد هنيدي والراحل علاء ولي الدين وأحمد آدم وهاني رمزي وبعدهم بقليل محمد سعد ثم أحمد حلمي وأحمد مكي في اتخاذ مواقعهم كأبطال مطلقين تكتب الأفلام لأجلهم، واستمر النجاح حوالي 10 سنوات كان فيها نجوم السينما الأوائل هم “الكوميديانات”، قبل أن يبدأوا في التراجع والتوقف التدريجي.

وظن الكثيرون أن نجاح نجوم فرقة مسرح مصر، الذين قدمهم الفنان أشرف عبدالباقي ، سيعوض غياب الابتسامة عن الشاشة ، وبالفعل اصبح هؤلاء الفنانين هم القاسم المشترك الأعظم في الأعمال الكوميدية ، ولكن اداؤهم في المواسم الأخيرة، جاء مخيباً للآمال، وخاصة مع إصرارهم على استنساخ نفس الأفكار و”الافيهات” المكررة !

 

 

Exit mobile version