محمد رفعت يكتب: المناظرات بين الأديان..دعوة للفتنة

 

مرة مجموعة من الأصدقاء المشغولين بالتفكير والتأمل في ماهية الكون وخلق الإنسان الباحثين عن إجابات للأسئلة الوجودية الصعبة عملوا جروب على الماسينجر علشان يتناقشوا فيه في كل تلك الموضوعات الخلافية الشائكة وضموني له ولكني اعتذرت لهم وانسحبت وقلت لهم مقولة نسيت الآن اسم المفكر الذي قالها وهي أعطني منافع معتقداتك واحتفظ بشكوكك لنفسك فإن لدي من شكوكي ما يكفيني.

والحقيقة أنني أكره مثل هذه المناقشات البيزنطية المضيعة للوقت والجهد والتي حذر منها الرسول الكريم حينما طالبنا بالابتعاد عن المتشابهات وحذر من يحومون حول الحمى من الوقوع فيه.

كما أكره حكاية المقارنة بين الأديان والمناظرات بين بعض من يطلقون على أنفسهم أنهم رجال دين ويحاولون التشكيك في عقائد ومعتقدات الآخرين..وكنت طوال عمري أحرص على الابتعاد عن كل تلك النقاشات والمقارنات المثيرة للحقد والضغينة بين الناس..وأعتقد أنها لا تغير قناعة ولا تضيف معلومة وكل ما تفعله أنها تدفع الطرفين المتحاورين إلى تبادل الإهانات ومحاولة كل طرف الحط من قيمة الآخر والتشكيك في عقيدته.

وكنت دائما ما أقول إن العبرة ليست بالعدد وأن عدد المسلمين يقترب من ملياري نسمة ولكن معظمهم مسلمون بالبطاقة فقط أو لا يعرفون من الدين سوى المظاهر والقشور ويعرفون أن الدين هو المعاملة ولكنهم لا يطبقون تلك القاعدة في حياتهم.

والحقيقة أن ما يزيد من نفوري من تلك المناقشات العقائدية والخوض في المتشابهات والأمور الخلافية والتنابز بالأديان والأفكار هو ظهور آلاف الصفحات والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي التي يحاول أصحابها من المأجورين والعملاء تأجيج الخلافات بين المسلمين والمسيحيين وبين أصحاب المذاهب الدينية في الإسلام وأعلم أن هناك أجهزة استخبارات معادية تمول تلك الصفحات لحرق الأوطان بنار الفتنة الطائفية.

ولا أوضح ولا أعظم من قول الله تعالى..لكم دينكم ولي دين وقوله عز وجل..من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر..فدخولك الإسلام أو التزامك بتعاليم الدين ليس منة تمن على الله وعلى الناس بها ولن تضيف أو تنقص شيئا ولا تعني شيئا لأحد سواك..وكل ما يعنينا هو ألا تؤذينا.

Exit mobile version