محمد سلام يكتب : هل نحن بحاجة إلى التجارب الاجتماعية؟

انتشرت في الآونة الأخيرة على صفحات السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي العديد من التجارب الاجتماعية التي ينفذها الشباب في الشوارع، متظاهرين بالحاجة إلى الطعام. فنرى شابًا يدّعي أنه فقد محفظته ويطلب بعض الطعام أو الشراب، وآخر يحتاج إلى أجرة السفر إلى بلدته، وثالثًا يعرض المساعدة في حمل أغراض لرجل مسن، وغيرها من المواقف الإنسانية التي لا يمكن إنكار دورها الكبير في توثيق لحظات العطاء غير المشروط.
يقوم البعض بهذه التجارب رغبةً في عرض ردود الأفعال الطيبة ونشر السلوك الإيجابي، بينما يسعى آخرون إلى تحقيق المزيد من المشاهدات والإعجابات. ورغم أن هذه التجارب ليست محلية، بل منتشرة عالميًا بأساليب مختلفة، إلا أنني أتساءل: هل نحن بالفعل بحاجة إلى هذا الكم الكبير من التجارب الإنسانية، التي أصبح العديد منها يتم بشكل معدّ ومتفق عليه مسبقًا، كنوع من أنواع الدعاية لمطعم أو محل تجاري أو بنك أو شركة عقارية أو غير ذلك؟
هل نحن بحاجة إلى من يذكّرنا بهذه الأخلاق والسلوكيات الإسلامية التي ينبغي علينا ممارستها دون الحاجة؟ العديد من المواقف الطبيعية والمتكررة من الناس يُسلَّط عليها الإعلام الضوء بشكل مبالغ فيه، وكأننا في مجتمع يفتقر إلى مثل هذه السلوكيات، في حين أن هناك الكثير من المواقف الإنسانية والسلوكيات الإيجابية التي تحدث يوميًا وتُظهر أن الخير ما زال حيًا، وأن شعوبنا معطاءة، كريمة، طيبة بطبيعتها.
نحن جميعًا نشجع تلك الفئة التي لا تسعى للشهرة فقط، بل تسعى لإعادة تعريف ونشر قيمنا وسلوكياتنا الطيبة في زمن طغت فيه المادة وانشغل فيه الكثيرون. لكن حين تصبح هذه التجارب معدّة لأهداف الشهرة والترند، فإنها تفقد قيمتها الحقيقية.
هذا الموضوع مطروح للنقاش: هل تتفقون أن ليس كل ما يُعرض من تجارب إنسانية يتم بشكل عفوي؟ أم أنكم ترون أن بعضها لا يزال يحمل نوايا صادقة؟ ننتظر آراءكم.