أكدت الفنانة التشكيلية ريم أبو سمرة أن تعاقب الأزمات على وطنها الأم سورية والتي كان آخرها الزلازل الذي هز قلوب العالم قبل أن يهز أبنائها. حيث قررت أن تلخص أفكارها ومشاعرها وأحاسيسها من خلال لوحة فنية ناطقة بخطوطها وألوانها ومعانيها وأطلقت عليها أسم “Infinite love”.
قصت ريم أبو سمرة بطريقتها ومن خلال لوحتها التي تشاركت في رسمها مع الفنانة اللبنانية سوزي ناصيف التي ساهمت بتجسيد الفكرة التي ابتكرتها ريم “حكاية مؤثرة لمنازل مدمرة وأحلام محطمة، وقلوب اعتصرها الحزن، إلا أن المشهد لم يخلو من بصيص الحب والأمل، مثل شعاع شمس يطل علينا من ثنايا غيوم اليأس”. كما أصرت من خلال تجسيد عينها الحقيقية وسط اللوحة على بارقة الحب ونور الأمل القادم رغم الحزن والألآم التي مرت به بلدها التي تحملها في قلبها إلى كل أصقاع العالم.
عند ما تنظر إلى اللوحة يجذبك على يمينها تجليات الأمل التي ظهرت على شكل بالونات، يحتضن كل منها قلباً، ترتفع نحو سماء زرقاء رحبة إلى ما لا نهاية، وكأنها صلوات بلغة كل الأديان تعد ببداية جديدة، وميلاد جديد لسوريا الجريحة، ولأننا البالونات محطات للفرح يتبدد الحزن وتنتعش في داخلك بذور الفرح ويتجدد الأمل.
طفلة صغيرة بيدها تسكب الماء لينبت الياسمين بقلب دمشق العريقة وهي رمز لكل الأطفال العائدين من الموت وسوف يبنون سورية الحديثة رغم كل ما مر عليها ورغم تعاقب الحقب ستبقى تلك الأرض منبت للحضارات وجامعة لمزيج من الأطياف الدينية التي تلتقي جميعها في إعادة الأمل وإعمار ما أورثه الدمار.
وقبل أن تنهي التأمل يجذبك في الجانب الأخر من اللوحة ويثلج صدرك مشهد الأيادي التي تعود إلى مختلف الأعراق والأجناس وهي تمد جسور الأمل ويد العون لضحايا الزلزال الذي دمر البيوت والمنازل وخطف الأرواح بسرعة البرق في ورغبة صادقة ليأخذوا بأيدي السوريين نحو نور الشمس.
و حينما سئلت لماذا ريم أبو سمرة تلك اللوحة ؟ فإجابة واضحة لأن الفن لغة العالم ولأنها ترغب بحث كل الأشخاص على تنمية حس الابتكار والإبداع في إيجاد أفكار تسهم وتساعد في دعم الإنسانية أيا كانت إمكاناتهم وتخصصاتهم، ولعل الهدف الأهم هو التبرع بعائد اللوحة بعد بيعها لمتضرري الزلزال كما أنه لا يخف على أحد أهمية الرسم في التوثيق للأجيال القادمة.