كتب : محمد سلام
أربع وعشرون ساعه من التصفيق الحاد المستمر المصحوب بدموع وهتافات تدحض زيف الرواية الإسرائيلية دموع وهتافات ضجت بها قاعة مهرجان فينيسيا الدولي عقب عرض فيلم صوت هند رجب للمخرجه التونسية كوثر بن هنية فيلم يعرض لحظات هند الاخيرة كما وثقتها مكالمتها الأصلية يروي مأساة الطفلة الفلسطينية هند رجب، ذات الخمس سنوات، التي قُتلت مع أفراد عائلتها في مدينة غزة مطلع عام 2024، بعد أن ظلت محاصرة داخل سيارة ، تستنجد قائلة
“من شان الله تعلوا خدوني
خليكي معاي ماتتركيني
يارب احمينا”
تلك هي بضع كلمات من مكالمة هند وهي تتوسل وسط صوت الطلقات المتواصل. فيلم صرخة هند رجب لم يكن مجرد عرض لا استغاثة لطفلة قتلت بدم بارد بل هو صرخة فنيه وتوثيق ودحض لسردية الكذب والتضليل التي اعتاد نشرها جيش الاحتلال
نعم كان المشهد قاسيا مريرا لطفلة لم تتجاوز السادسة من عمرها ظلت ساعات وهي محاصرة تتوسل تارة وتبكي تارة أخري وبجوارها ستة جثث من أفراد عائلتها تنظر اليهم في حزن وأسي وتقول ميتين الدبابة جنبي بتتحرك خليكي معي أمانة تعالي خديني .” ليعود الصوت ويصرخ من جديد ويصبح شهادة دامغة علي واحدة من أكثر الجرائم وحشية وقسوة.صوت هند لم يكن الا تجسيد لصوت ألاف الأطفال من غزة صوت صرخة هند صدح في مهرجان فينسيا ليهز العالم هو صوت يقف حاملا سردية الحقيقة والواقع المرير ضد سردية الزيف والوهم والتضليل
هذا الفيلم كان صفعة للكيان الذي طالما تشدق بالديمقراطية والحرية وكانت كسرا لجدار الصمت المخزي. كان صرخة ألم ابكت الجمهور الإيطالي داخل القاعة وهزت الضمير الانساني خارجها
الفيلم لاقي دعما كبيرا من نجوم هوليود أمثال براد بيت من خلال شركة لانبي المشهورة ، خواكين فينيكس، روني مارا، وألفونسو كوارون والفيلم من بطولة سجى كيلاني، معتز ملحيس، كلارا خوري، عامر حليحل.
الموسيقى التصويرية: أمين بوحافة.
الفيلم لم يكن مجرد عرض سينمائي بل كان صرخة انسانية توثق وجع شعب يعاني ويرفض القهر والابادة شهادة علي وجع لاينسي .
