“حبيبى دائماً”.. عندما يتحدى الحب كل الصعاب

بقلم: جيهان عبد اللطيف بدر

يعتبر فيلم “حبيبي دائما” للمخرج حسين كمال الذي يحتفل بمرور 90 عاما على ميلاده حيث ولد فى أغسطس من عام 1934 ، واحداً من افضل الافلام السينمائية المصرية الرومانسية علىالإطلاق  فى  بداية الثمانينات  على الأقل على المستوى الجماهيرى ،… حيث البطل الفقير (ابراهيم) طالب كلية الطب الذي يعشق بنت الذوات (فريدة) إلا أن قصر يده وقلة حيلته تحول في إتمام ذلك الزواج لرفض أهلها ذلك الحبيب الفقير، فيتدخل القدر حينذاك ليضع مشيئته بزواجهما رغم انف الجميع ويحيا ابن الفقراء مع بنت الذوات ،ولكن تلك المرة لم تنتهي القصة بزواجهما فقط بل إن الكاتب رفيق الصبان  يظهر تأثره بالفيلم العالمى الذى عرض فى نفس الفترة ” قصة حب” 1972  للمخرج  أرثر هيلر عن القصة  الشهيرة للكاتب إريك سيجال عام 1970 . مع اختلاف أن الفيلم الأمريكى يحاكى الفكر الغربى حيث أن الرجل كان من أسرة أرستقراطية يستحيل زواجه من أسرة فقيرة ويحمل نفس النهاية المأساوية، ولكن فى “حبيبى دائماً” يرفض المجتمع أكثر زواج الرجل الفقير من الفتاة الثرية.

ولكن فى العملين تبقى الرومانسية هى الخط الدرامى المسيطر على الأحداث . “حبيبى دائماً” قصة يغلب عليها الرومانسية الشرقية حيث يرفض البطل الزواج من حبيبته عندما تهرب من بيت أهلها وتلجأ اليه طلباً للزواج لأنه متأثر بالنظرة الشرقية لزواج الفتاة دون إذن أهلها. ينجح بطل الفيلم نور الشريف بأداءه المتميز فى تأدية دور له أبعاد انسانية بحتة حيث يرفض أن يضعف أمام حبه واضعا نهاية بالتخلي عن حبيبته التي حاولت اقناعه بالزواج دون موافقة أهلها ويصر على عودتها اليهم.

ومع تصاعد الأحداث يعطينا المؤلف الإحساس أن الفيلم سوف ينتهى مثل نهاية أغلب الأفلام العربية فى الماضى وهى النهاية السعيدة بالزواج عندما تنفصل فريدة (بوسى) عن زوجها ويشاء القدر أن تقابل ابراهيم مرة أخرى ويوافق أهلها على زواجها منه بعدما أصبح فى فترة وجيزة جدا طبيباً مشهوراً لهذا فإن قصة الفيلم وأحداثه تفتقر إلى الواقعية ، ولكن تأتى النهاية محزنة على عكس توقع المشاهد حيث تصاب البطلة بمرض نادر ويحاول أن يخفى عنها حقيقة مرضها بسبب حبه الشديد لها. وفى نهاية الفيلم التى تعتبر “Master Scene”  يتجلى نجاح نور الشريف وبوسى فى أداء دورهما من خلال مشهد نهاية الذى يعتبرا واحداً من أشهر مشاهد السينما المصرية حيث التقمص  اللا محدود الذى يجعل المشاهد يدخل فى المشهد ويعيشه معهما عندما نجح كل منهما بشكل كبير في توصيل الشخصية وأحاسيسها بإنفعالات وتعبيرات غاية في البراعة.

كذلك نجح المخرج حسين كمال في تصوير لقطات رومانسية رائعة بين البطلين والأهم فى الفيلم هو توظيف الموسيقى التصويرية  لجمال سلامة ليسمعها المشاهد مع مشاهد بعينها تجعله يندمج مع رومانسية الأحداث.برغم افتقاره للواقعية فى بعض الأحداث.. إلا أن الفيلم يحمل كل معانى الرومانسية من حيث الحب المسيطر على الأفعال أو من حيث التضحية .

 

Exit mobile version